ما هي قصة المضيف الجائع؟

اقرأ في هذا المقال


هنالك العديد من القصص المذكورة في كتاب الله عزَّ وجل القرآن الكريم وكذلك في السنة النبوية الشريفة والقصص التي جرت مع الصالحين والصحابة والصديقين والأنبياء، والتي نتخذ نحن البشر من تلك القصص العِضات والعبرات التي نستفيد منها في حياتنا العملية والحياتية، وفي هذا المقال سوف نتناول التحدث عن قصة المضيف الجائع التي جرت في عهد الرسول محمد عليه الصلاة والسلام.

ما هي قصة المضيف الجائع

عندما هاجر الرسول محمد عليه الصلاة والسلام من مكة المكرَّمة إلى يثرب وسكنها هو والذين معه من الصحابة رضي الله عنهم، فإنَّهم قد هاجروا وتركوا كافة البيوت التي يملكونها في مكة المكرمة وأموالهم وكذلك إخوانهم؛ لهذا فقد سمّاهم الله عزَّ وجل بالمهاجرين، فنجد أنَّ أهل يثرب قد فرحوا بهم واستقبلوهم بحرارة، كما وأنَّهم أسكنوهم في بيوتهم وكذلك قد حكّموهم بكافة أملاكهم وأموالهم؛ ولهذا قد أسماهم الله تعالى بالأنصار.

ومن بين العجائب التي قام بها أحد الأنصار في ليلة إتيان المهاجرين من مكّة المكرَّمة، والمعروف بأبي طلحة الأنصاري، أنَّه قد أخذ بعض من الرجال المهاجرين إلى بيته الخاص وهو لا يدري أإذا كان في بيته أيّة نوع من أنواع الطعام أم لا، ولا يدري ما الذي قامت به أم سليم بطهوه، وهذا بغية تقديمه للمهاجرين الذين أتى بهم إلى بيته، كما وأنَّه لا يدري هل أطفاله قد تناولوا الطعام قبيل نومهم أم أنَّهم ينتظرونه.

حيث قطع أبي طلحة الأنصاري ذلك الطريق بكافة الضيوف من المهاجرين الذين كانوا معه، حتى أن وصل إلى باب منزله، وعندما وصل طرق الباب وقال: لأهل بيته هل أدخل؟

فقال أهل البيت: وعليك السلام، أدخل، وبعدها قال أبي طلحة الأنصاري وهذا بصوت عالٍ: معي ضيوف، فقامت أم سليم بالرد عليه بذلك الصوت والنبرة المستبشرة وقالت: أهلاً ومرحباً بضيوف الله تعالى ورسوله محمد عليه الصلاة والسلام.

وفي تلك الليلة قد عزم أبي طلحة الأنصاري على أن يجوع آنذاك، وهذا على أن يُطعم ضيوفه، وأن زوجته أم سليم عزمت كذلك على أن لا تأكل في تلك الليلة كذلك، وما الذي سيجري لهما إن لم يأكلا في تلك الليلة ويبقيا جائعين، وأنَّّ جوعهما في تلك الليلة لا يوصل بهم إلى حد الموت، ونجد أنَّهما قد عزموا على أن يفضلوا المهاجرين على أنفسهم، وبالتالي يسكتون أطفالهم، ويأكل الضيوف آنذاك.

وفي تلك الليلة قد انطفأ الضوء وأكل الضيوف بدون سراج بتاتاً، حيث أنَّ أبي طلحة الأنصاري قد كان يعمد إلى مد يده إلى الطعام ويرفعها ولكنه لم يأكل شيء بتاتاً، فكان يريد أن يريهم أنَّه يأكل وهو في الواقع لا يأكل أبداً، وبعد أن انتهى المهاجرين الضيوف الذين كانوا عند أبي طلحة الأنصاري وقاموا ليغسلوا أيديهم دعوا الله عزَّ وجل بأن يزيد مضيفهم بالبركة، فبات المهاجرين شِباعاً، ونام أبي طلحة آنذاك جائعاً.


شارك المقالة: