ما هي قصة توبة أم البنين بنت عبد العزيز بن مروان؟

اقرأ في هذا المقال


التعريف بأم البنين بنت عبد العزيز بن مروان:

هي بنتُ عبد العزيز بن مروان، وهي أخت عمر بن عبد العزيز، وأيضاً زوجة الوليدُ بن عبد الملك الذي تزوج منها وهو في بلدة مصر، حينما كان أبوها عبد العزيز والياً عليها، فقد كانت زوجة صالحة ويضرب المثلُ في أخلاقها وكرمها، فقد كان زوجها الوليد لا يردُ لها طلباً.

وقد ذُكر بأنّ لها قصة مشهورةً مع الحجاجِ حينما دخل بغتةً بسلاحه على الوليد، فطلبتهُ وقالت له: إيه يا حجاج، أنت الممتنّ على أمير المؤمنين بقتلك لعبد الله بنُ الزُبير وابن الأشعث؟ لكن والله، لولا أنّ الله علم أنّك من أشرار خلقهِ لما أبلاك ربك بأن ترمي الكعبة وتعمد على قتل ابنُ ذاتِ النطاقين، وأول مولود ولد في الإسلام.

قصة توبة أم البنين بنت عبد العزيز بن مروان:

لقد حُكي عن الهيثم بنُ عُدي عن مروان بن محمد أنهُ قال: أنه دخلت عزةُ صاحبةُ كثيرٍ على أم البنين بنتُ عبد العزيز ابنُ مروان أخت عُمر، فقالت لها: يا عزةُ، ماذا تعني كلمةُ قولُ ابن كثير فيما يلي:

قضى كلُ ذي دينٍ علمت غريمهُ   وعزةٌ ممطول معنى غريمها.

فما هو هذا الدين الذي يذكره، فقالت: أرجوا أنّ تعفيني عن الإجابة، فقالت: يجبُ عليك إعلامكِ إياي، فأجابتها عزةُ: إنّي قد كنتُ وعدتهُ بِقُبلة، فأتى إليّ من أجل أنّ يأخُذها، فخجلتُ واحترجتُ منه ولم أفِ لهُ بها، فقالت لها أمُ البنين: أنجزِيها منهُ، وأنا سأتحملُ إثمها.

وبعد ذلك راجعت نفسها، فاستغفرت ربها، وبسبب تِلك الكلمةِ قامت بإعتاق أربعين رقبة، وكانت كُلما تذكرُ ذلك تبكي بشدةٍ حتى تُبلل خِمارها وتقولُ لنفسها: ليتهُ خَرس لساني ولم أتلفظُ بتلك الكلمة. وبعد ذلك، قامت بتعبد عِبادةٍ ذُكرت بها في عَصرها من شِدةِ اجتهادها.

فقامت بِرفض فِراش المملكة تُحيي ليلها، وكانت كلّ جمعةٍ تحملُ على فرسٍ في سبيل الله، وكانت تبعثُ وراَ نُسوة عابداتٍ يجتمعنّ عِندها ويتكلمنّ، وتقولُ لهنّ إني أحبُ حديثكن، فإن قمتُ إلى صلاتي التهيت عنكن.

وكانت تقولُ أيضاً: البخيلُ كلّ البخيل الذي يبخلُ على نفسهِ بجنة ربه. وكانت تقول أيضاً: جعل لكلّ إنسان نهمةً في شيء، وأنا نهمتي جُعلت في البذل والإعطاء، والله للعطيةِ والصلة والمواصلة في اللهِ أقرب إليّ من الطعام الطيب على الجوع، والشراب البارد على الظمأ، وهل ينالُ الخير إلّا بالاصطناع، وكانت على مذهبٍ جميل حتى انتقلت إلى جوار ربها.


شارك المقالة: