ما هي قصة توبة ذي الكلاع؟

اقرأ في هذا المقال


 التعريف بذي الكلاع:

لقد عُرفَ ذو الكلاع الحميري باسم سُميفعُ بن ناكور بن عمرو الحميري ويُكنّى أبو شرحبيل، ويُقالُ له أيضاً أبو شراحيل، ويُقالُ له أيضاً أبو شراحبيل، وقيل: بأنّه ابنُ عم كعب الأحبار، ولقد روى هِشامُ بنُ الكلبي، عن أبي صالح قال: بأنّه كان يدخل مكةَ رجالٌ متعممونَ من شِدةِ جمالهم؛ خوفَ أن يُفتنَ بهم، ومن هؤلاء الأشخاص ذو الكِلاع والزِبرقانُ بن بدر وغيرهم.

قصة توبة ذي الكلاع:

لقد ذكر عن علوان بنُ داود أنّ رجلاً من قومهِ قال: لقد بعثني  أهلي  في زمن الجاهلية إلى ذي الكِلاعش بهديةٍ، وأقمتُ عند بابهِ سنةً لا أصيلُ إليه. ثم بعد ذلك نظر نظرة من قَصرِهِ، ولم يبق حولَ قصرهِ من أحدٍ إلّا وسجد له. وبعدها أمرَ بهديتهِ فَقُبلت، ثم بعد ذلك شوهِد في الإسلامِ بأنّه اشترى لحماً بدرهمٍ وهو على فرس، قد سمطَ اللحم على فرسهِ، وكان يتحدثُ مع نفسهِ:

أفٍ للدنيا إذا كانت كذا   كل يوم أنا منها في أذى.

ولقد كنتُ إذا ما قيل:   من أنعمُ الناسِ معاشاً قيل ذا.

ثم بدلتُ بعيشي شقوةً   حبذا هذا شقاءً حبذا.

لقد رُوي عن الأصمعي، أنه قال: كان رسول الله صلّى عليه وسلم كاتبُ ذا الكِلاع من مُلوك الطوائفِ على يدِ جرير بنُ عبد الله يدعوهُ إلى الإسلام، وأنه استعلمَ أمرهُ حتى أنهُ ادعى الربوبية، وبقي مُطيع حتى تُوفي النبي عليه الصلاة والسلام قبل عودةِ جرير، وبقي ذو الكِلاعِ على ما هو عليه حتى أيامِ عُمر، وبعد رغب الدخول في الإسلام.

وبعدها أقبلَ على عُمر وكان معهُ ثمانية آلاف عبد، فأسلمَ على يَدهِ بعضُ العبيد وأعتقَ من العبيد أربعةُ آلاف، فقالَ لهُ عُمر: يا ذا الكِلاع! يعني ما الذي تَبقى من عبيدك حتى أُعطيك ثُلثُ أثمانهم هُنا، وثُلثاً باليمن والثُلثُ الآخر بالشام.

فقال لهُ: أمهلني ليومٍ واحد لكي أفكر فيما قُلت، وبعدها ذهبَ لبيتهِ، وبعدها أعتقهم جميعاً، فعندما غدا على عمر، قال له: ما رأيك فيما قُلت لك في عبيدك، قال: إنّ الله اختار لي ولهم كل خير فيما نرى. فقال له: وما هو الخير، قال إنَهم أحرارٌ جميعهم لوجه الله تعالى، فقيل له: لقد أصبت والله يا ذا الكِلاع، فقال: يا أميرُ المؤمنين عندي ذنبٌ وإني أُحس بأنّ الله لن يغفرهُ لي.

فقال له: ما هو ذنبك: قال تواريتُ عن كل من يتعبدُ لي، ثُم أشرفتُ عليهم من مكانٍ عالٍ، فسجدَ لي زهاءَ مائة ألفُ شخصٍ، فقال له عمر: إنّ التوبة تحصلُ بالإخلاص، والابتعاد عنها، وأن ينوب إلى ربه ولا يعود لارتكاب المعاصي، فكلُّ هذه الأمور تُرجى غُفران الله. فقال تعالى في كتابهِ العزيز: “لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّه” الزمر:53.


شارك المقالة: