ما هي قصة توبة صاحب الخورنق

اقرأ في هذا المقال


قصة توبة صاحب الخورنق:

تعريف الخورنق: هو عبارة عن قصر، كان يوجدُ في منطقةٍ بالعراق، وكان يظنُ البعض أنه كان موجوداً قرب منطقةٍ تسمى في الوقت الحالي ناحية “أبو صخير” في جنوب العراق، قام ببناءهِ النعمان ابن امرؤ القيس في القرن الرابع للميلاد، وقد ذُكره عنه في أقاويل العرب وبعض أشعارهم، وكما قيل أنّ هذا القصر شهد أبرز المؤتمرات في تاريخ العرب كلها قبل الإسلام، وأطلق عليه “مؤتمر الخورنق”.

واستغرق لبناء هذا القصر 60 سنة، كما يعمل فيه مهندس يُدعى سنمار، فكان يشتغلُ فيه سنتين ويغيبُ خمس سنين، فعندما انتهى من بناءهِ، نطق لبانية، حتى أنّ في القصر آجرة لو أُزيلت، لكان سقط القصر بأكملهِ، وأنه لا يعرفُ مكانها سوى سِنمار، فما لم يكن من صاحب هذا القصرِ حتى ألقى به من أعلى القصر؛ من أجل أنّ لا يُعلمَ أحداً عن تلك الآجرةِ، وفي ذلك الوقت أطلق عليه أسم “جزاءُ سِنمار” لقد بقيّ القصرُ على ما هو عليه لأكثرَ من 800 مئةِ عامٍ، وجاء وصفهُ في رحلاتِ ابن بطوطة.

السبب الذي قامت عليه القصة:

لقد قيل أن هناك ملك خرج للخورنق، في عامٍ بكّرَ وَسمَيهُ وتتابعَ وليّهُ، وبدأت الأرض في زخرفها وجمالها، وأنه أعطي كثيراً من الملك برغم ظروف القهر التي حدثت، فأبعد النظر يوماً وسأل جلسائهُ وقال لهم من يملكُ هذا، قالوا له الملك: هل رأيتم أحداً يملك كما أملك أنا، يعني أنّه أعجب بماله، وتكبّر على أهل بلده.

فخرج عليه رجلٌ من أهل الحُجة وسأله: أيّها الملك، هل هذا الذي تملكهُ أنت صنعتهُ، أم أنته ورثتهُ عن أهلك، فقال له: لا يهم إنّ أنا صنعته، أو أنه جاءني من الميراث، المهم أنه مُلك، فقال له: سينتهي هذا المُلك عنك، فإنك ستعيشُ فيهِ قليلاً، وسيُفارقك طويلاً، يعني أنك ستموتُ، وتقف بين يدي ربك، وسيُحاسبك عن كلّ هؤلاء العِباد الذي تحكمُهم أنت، فإذا أحسنتَ، فإنّ الجنة منزلتك، وإذا أساءتَ فالنارُ لك، فسكت الرجل، وأوقعَ في يديهِ، يعني أنه انبهرَ من كلام الرجل، وسألهُ ما هو الحلّ، قال له: يجب عليك صعود الجبلِ وتتحنثُ فيه لله تعالى، وتتوب إليه، أو أنّ تعود إلى مُلككَ وتحكم بين العباد، بالسّويةِ بينهم؛ لأنك مُحاسبٌ عن جميع هؤلاء العباد.

ويجب عليك أن تختار بين أن تعود وتَملك الدنيا كما ملكتها أول مرةٍ وأن تحكم بالعدلِ بين الناس، أو أنّ تتحنثَ في هذا الجبل، وتتوب إلى الله تعالى من وراء إعجابك بنفسك وتطلب الآخرةِ بدلاً من الدنيا.

وبعدها جاء الشعراء وقال فيه ما يلي:

أيها الشّامت المُعيّر بالدهر – أأنت المُبرّأ المُوفُور.

أم لديك العهدُ الوثيق من الأيام – بل أنتَ جاهلٌ مَغرور.

من رأيت المنون خلّدن أم من – ذا عليه من أن يُضام خفير.

أين كسرى كسرى الملوك – أنو شروان أمّ أين قبله سابُور.

وبنو الأصفر الكرامُ ملوك – الروم لم يَبق مِنهم مذكور.

وأخو الحضر إذ بناه وإذ – دجلةُ تُجبى إليه والخابور.

شاده مرمرا وجلّله كلسا – فللطّير في ذراه وكور.

لَم يهبه ريب المنُون فبَادَ – المُلك عنهُ فبابُهُ مَهجورُ.

وتذكر ربّ الخورنق إذ أشَرفَ – يوماً وللهُدى تفكيرُ.

سرّهُ مالهُ وكثرة ما يملكُ – والبحر مُعرضا والسّدير.

فارعوى قلبُه وقال وما غِبطهُ – حيّ إلى المَماتِ يصير.


شارك المقالة: