اقرأ في هذا المقال
قصة توبة مالك الرؤاسي رضي الله عنه وتوبة غني من أغنياء الصحابة:
إنّ الصحابة والتابعين هُم أفضلُ الأجيالِ بدون شكّ، وظهرَ ذلك مُصرحاً في حديث النبي عليه الصلاة والسلام، فقد روي عن عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: “خيرُ الناسِ قرني، ثُم الذين يَلونهم، ثم الذينَ يَلُونَهم” رواهُ مسلم وبخاري.
فقد وردَ في ذلك الأمرِ أحاديثٌ عِدة لا تُذكر ولا تُحصى، وأنّها أثبتت الأمور والأفعال الخيّرية لهذا الجيل، وهذا الجيلُ هو أحسنُ الأجيالِ كُلها، فالمعروف عن الصحابةِ أنهم بشرٌ، وغيرُ معصومينَ عن الأخطاء، فلا بدّ من أنّهم كانوا يُخطئون ويرتكبون الذنوب وبلغت ذنوبهم أحياناً شدّتها، وقد كانّ البعضُ من الناس يعتقدونَ أنّ الصحابة رضي الله عنهم لا يفعلون أخطاءً فادحة، ولكنهم كانوا يتوبون ويرجعونَ إلى صوابهم عن هذه الأخطاء.
لقد رويَ عن عمرو بن مالك الرؤاسي عن أبيهِ، أنّهُ هو وقومٌ من بني كلاب شنّ غارةً على قوم من بني أسد، فقَتلوا أناساً منهم، وعبثوا بنسائهم، فوصلَ ذلك الأمر للنبي عليه الصلاة والسلام، فأصبحَ يدعوا عليهم ويلعن فيهم، ووصلَ ذلك مالكاً، فغلّ يدهُ، وبعد ذلك أتى النبي عليه الصلاة والسلام، ثم دارَ إليهِ، فقال: يا رسول الله عليه الصلاة والسلام! ارضَ عني، فابتعدَ عنهُ النبي عليه الصلاة والسلام، ثم جاءهُ مرةً ثالثةً، وقال: يا رسولُ الله ارضى عني يرضى اللهُ عنك، فتقدم عليه الصلاة والسلام وقال: إنّي تُبت وندمتُ عما فعلت، واستغفرتُ ربي، قال: “اللهم تبّ عليه وارضَ عنه”.
قصة توبة غني من أغنياء الصحابة:
لقد حدثني سعيد بنُ أيمن مولى كعب بن سور، قال: بينما رسول الله صلّى الله عليه وسلم يتكلمُ مع أصحابهِ، إذ أتى رجلٌ من الفقراءِ، فجلسَ إلى جانبِ رجلٍ من الأغنياء، فكأنه قبضَ من ثيابهِ عنه، فاختلفَ النبي عليه الصلاة والسلام.
فقال عليه الصلاة والسلام: أيها الرجل، إنّني أخشى غِناك أن يعدو عليه، أو أن يعدو فقرهُ عليك، قال: يا رسول الله، وشرّ الغِنى، فقال له: أتعلم أنّ الغِنى بودي إلى النار، وفقرهُ يدعو للجنة، فقال: وما الذي يُنجيني منهُ، قال: تواسيهِ منه، قال: إذاً ففعل، أما الآخرُ فقال: لا أرب لي فيه، قال: عليك أن تستغفرَ لأخيك وأنّ تدعوا له.