ما هي قصة توبة نوح عليه السلام؟

اقرأ في هذا المقال


تعريف نوح عليه السلام:

نوح عليه السلام هو عاشرُ حفيدٍ إلى النبي إدريس عليه السلام، بدليلِ ما ذكرهُ بعضُ المؤرخون، وقيلَ إنّ نوح عليه السلام هو ابنٌ لأبٍ يُقال له لاميخ، وأنّ أبوهُ هو أمكَ بن متشولخ الذي تعود سُلالتهُ إلى إدريس عليه السلام، والذي يرجعُ نسبهُ أيضاً إلى شيثُ بن آدم عليه السلام.

الذنب الذي ارتكبه نوح عليه السلام:

لقد أمرَ الله تعالى نبيهُ نوح عليه السلام ببناءِ السفينة كما في كتابهِ العزيز، فقال: “وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ” هود:37. وأنّ يحملّ معها من كلّ زوجينِ اثنين، وعندما أنهى من بناء السفينة بأمرٍ من الله تعالى وفارَ التنور، وأتى أمرُ الله أمرهُ ربهُ فقال له: “حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ” هود:40.

وبنى السفينة كما أمرهُ ربه، وهو لا يدري بأنّ ابنهُ سيعصي أمرهُ ويرفضُ أن يركب معهم في السفينة، وقد نبههُ ربهُ في الآية السابقة، حينما قال له: “وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ” هود:37.

لقد فارَ التنور، وطافت السفينة فوق الماء، كما له ربه في هذه الآية: “وَنَادَىٰ نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ” هود:42. لكن ابنهُ رفض وخالف أمرهُ، وقال لأبوهُ: “قَالَ سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ” هود:43. وقام أبوه الرحيم بالردّ عليه؛ وذلك لأنه يعلمُ أمر الله حينما لا يركب، فإنهُ سيكون من الظالمين: “فقال ربه جل وعلى: “قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ ۚ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ” هود:43.

فغرق ابنهُ وكان من المعلوم كأي أبٍ حنونٍ يخاف على ابنهِ من عقاب الله تعالى، فدعا ربه بأن يرحم له ابنه، كما قال في كتابه العزيز: “وَنَادَىٰ نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ” هود:45. بالرغم من الله تعالى قام بتحذير ابنه، فقال تعالى: “وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ” هود:37. وأنزل الله تعالى عليه بأنّه يا نوح ليس من أهلكَ وأنه عملٌ غير صالح، وعليك أن لا تسألني عن ما ليس لك به عِلم، ولك إنّي أعظك لكي لا تكون من الجاهلين.

كيف تمت توبة نوح عليه السلام:

لقد ندم عليه السلام ندماً شديداً على كلّ ما صدرَ منهُ، وقام بطلبِ المغفرةِ والرحمة من الله تعالى، فقال تعالى: “قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ ۖ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ” هود:47. فالرحمةِ والمغفرة، ينجو العبدُ من أن يكونَ خاسراً، ودلّ هذا على أنّ نوح عليه السلام ما كان عندهُ عِلمٌ، وأنّ سؤال النبي نوح عليه السلام لربه كان مُحرمٌ عليه في داخل الأمرين، وقد كان يظنُ أنّ في دخوله بقوله تعالى: “وأهلكَ”.


شارك المقالة: