تعريف هبار بن الأسود رضي الله عنه:
هبار بن الأسود: هو أحدٌ من الصحابة الذين دخلوا في الإسلام بدعوةٍ من النبي عليه الصلاة والسلام في عامِ الفتح، وكانَ بهار متزوجٌ من ابنة النبي عليه الصلاة والسلام وهي زينب، وقبل أن يدخل في الإسلام قام النبي بهدرِ دمهِ؛ بسبب تخويفهِ للسيدةِ زينب، حينما أرادت الهجرة للمدينة مثلما هاجرَ النبي عليه الصلاة والسلام.
قصة توبة هبار بن الأسود رضي الله عنه:
لقد رُوي عن الزُبير بنُ العوام رضي الله عنه، قال: ما رأيتُ النبي عليه الصلاة والسلام ذكرَ هباراً، أي ابن الأسود قطّ إلّا تغيظُ عليهُ، ولم أرى رسول الله صلّى الله عليه وسلم بعثَ سِريةً أبداً إلّا قال: إذا تمكّنتم من هبار، فاقطعوا يديهِ وقدميهِ وبعد اقطعوا عُنقه. والله لقد كُنت أطلبهُ وأتحرى عنهُ.
والله يعلمُ لو مَكنني به قبل أن تأتي إلى رسول الله صلى الله صلّى الله عليه وسلم لقتلتهُ. ثم طلعَ على رسول الله صلّى الله عليه وسلم وأنا جالس، فصار يعتذر إلى النبي عليه الصلاة والسلام وعن جُبيرُ بم مطعم أيضاً، قال: كنتُ جالساً مع النبي عليه الصلاة والسلام مع أصحابهِ في مسجدهِ منصرفهُ من الجعرانةِ، فطلعَ هبارُ بنُ الأسود، وحينما نظرَ القومُ إليهِ، قالوا: يا رسول الله! هَبارُ بن الأسود! قال رسول الله صلى الله عليهِ وسلم: لقد رأيتهُ، وأراد بعضُ القومِ القيامَ إليه، فأشّر عليه النبي وقال له اجلس.
ووقف هبار وقال: السلام عليك يا رسولِ الله، واللهِ إنّي لأشهد أنّ لا إلهَ إلّا الله وأنك لرسول الله، ولقد هربتُ منك في البلاد وأردتُ أن ألحقَ بالأعاجمِ، ثمّ ذكرتُ عائدتك وفضلك وبرّك وعفوكَ عنّ كل من جهلَ عليك، وأننا يا رسول الله كُنّا قومَ شِرك، فيسركَ الله لنا وهدانا بك، وأنقذنا بك من الهلكة، فاصفح عن جهلي وعما كانَ يُبلغُك مِني فإني أقرُ بسيئاتي، ومعترفٌ بذنبي.
فقال الزبير: قد كنتُ موضعاً في شتمك وأذاك، وكنتُ مخذولاً، وقد أبصرني الله وهداني للإسلام، قال الزبير: فصرتُ أنظرُ إلى النبي عليه الصلاة والسلام وإنّهُ ليُطأطئ قبل رأسهِ ممّا يعتذرُ هبار، وصار النبي عليه الصلاةُ والسلام يقول: قد عفوتُ عنك، والإسلامُ يجبُ ما كان قبلهُ”. وكان لَسناً، ويسبُ حتى يبلغُ منه، فلا ينتصف، فبلغَ النبي عليه الصلاة والسلام حِلمهُ، وما يحملُ عليهِ من الأذى، فقال له: “يا هبار اشتم من شتمك”