اقرأ في هذا المقال
- قصة حبس الشمس لنبي الله يوشع بن نون
- الدليل على حبس الشمس لنبي الله يوشع من السنة الشريفة
- عبر من قصة حبس الشمس لنبي الله يوشع
لقد كان القادة العسكريون يتجمعون من أجل مواجهة أعدائهم ويجمعون أكثر عدد يستطيعونه من الجنود وكانوا يعتقدون أن الكثرة هي من أحد أسباب الانتصار في الحروب.
قصة حبس الشمس لنبي الله يوشع بن نون
نبي الله يوشع الذي فتح الله على يديه الأرض المقدسة لبني إسرائيل من بعد النبي موسى عليه السلام لم يكترث بكثرة العدد في مواجهة أعدائه ولكنه اهتم بنوعية المقاتلة، ولذلك فقد أخرج من صفوف جنده أولئك الذين كانت قلوبهم متعلقة بأمر من الأمور الدنيوية التي تستحوذ على نفوس العباد.
فالرسول عليه الصلاة والسلام قد أبلغنا أنه غزا بذلك الجيش إلى إحدى القرى، وخاف من أن يجيء عليه الليل قبل أن يتم الفتح، فصار يدعو ربه بأن يحبس عليه الشمس، فحبسها، حتى أتم نصره وهذه آية من آيات الله تعالى، وأجرى الله على يديه آية أخرى عندما كشف له الذين غلوا من الغنيمة، فأغضبوا الله عليهم.
الدليل على حبس الشمس لنبي الله يوشع من السنة الشريفة
لقد روى البخاري ومسلم في صيحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “غزا نبيّ من الأنبياء، فقال لقومه: لا يتبعني رجل ملكا بضع امرأة وهو يريد أن يبني بها، ولما يبن بها ولا أحد بنى بيوتًا ولم يرفع سقوفها ولا آخر اشترى غنمًا أو خلفاتٍ وهو ينتظر ولادها، فغزا فدنا من القرية صلاة العصر أو قريبًا من ذلك، فقال للشمس: إنكِ مأمورة وأنا مأمور، اللهم احبسها علينا، فحبست حتى فتح الله عليهم. فجمع الغنائم، فجاءت يعني النار لتأكلها فلم تطعمها، فقال: إن فيكم غُلولا فليُبايعني قبيلتك، فلزقت يد رجلين أو ثلاثة بيده، فقال: فيكم الغلول فجاءوا برأس بقرةٍ من الذهب فوضعوها فجاءت النار فأكلتها، ثم أحلّ الله لنا الغنائم، رأى ضعفنا وعجزنا فأحلها لنا” رواه البخاري.
لقد حرص نبي الله يوشع بن نون في فترة انطلاقته من أجل فتح المدينة التي يقصدها على أن يكون جيشه قويًا مترابطًا، لذلك أخرج من جيشه المقاتلين الذين قد يكونون سببًا في الهزيمة؛ وذلك لانشغال قلوبهم انشغلًا كبيرًا بأمور الدنيا التي لا يستطيعون الابتعاد عن إعمال قلوبهم وعقولهم بشأنها.
فالمبدأ الذي اعتمد عليه هذا النبي هو أنه قائد عظيم وهو صاحب نظرية في قيادة الجيوش وتهيأتها للقتال الذي يكون به النصر، فالجيوش لا تنتصرُ بكثرة أعدادها لا بل بالنوعية التي تقاتل، فتعتبر النوعية هي أهم من العدد والكمية.
لقد خرج يوشع بن نون بجيشه باتجاه القرية التي يريد غزوها، فوصل إلى تلك القرية في وقت العصر، أي أن فرصته في فتح المدينة ضعيفة وليست بهذه القوة؛ لأن القتال في الليل ليس بالأمر السهل، وقد يكون ذلك اليوم هو يوم الجمعة، وعليه أن يوقف القتال إذا غربت الشمس؛ وذلك لأن دخول الليل يعني دخول يوم السبت، والقتال محرم في هذا اليوم على بني إسرائيل ومعنى ذلك أنه سيرجع عن القرية قبل فتحها، وهذا سيمنح أهل القرية الخَيار من أجل جعل جيشهم قوي وإصلاح أسوارهم وتجهيز الكثير من السلاح، فتوجه يوشع بن نون للشمس وقال لها: إنك مأمورة وأنا مأمور، ثم دعا ربه قائلاً: اللهم احبسها علينا، فاستجاب الله دعاءه فأخّر الغروب حتى حصل النصر.
فكان إيمان يوشع كان عظيمًا، فهو يوقن بقدرة الله على كل شيء فالله قادر على أن يطيل النهار من أجل أن يتم الفتح قبل الغروب، ولا يستعصي مثله على الله، فالكل يعلم أن النهار والليل يحدثان من دوران الأرض حول نفسها، والذي يظهر والله أعلم أن دورة الأرض في ذلك اليوم بطأت بقدرة الله حتى حصل الفتح.
عبر من قصة حبس الشمس لنبي الله يوشع
1- إن عزو يوشع بمن كان معه من بني إسرائيل يبين أن القتال كان مفروضًا على جميع الأمم، فالله تعالى عاقب بني إسرائيل بالتيه أربعين سنة وأبوا مقاتلة الجبارين.
2- أيضًا في قصة يوشع آيات بينة ومعجزات قوية تدل على قدرة الله تعالى وتأييده لرسله وإعانتهم على ما وجّه إليهم من مهام، ومن تلك المهام هي أن الله تعالى حبس الشمس وأطال النهار حتى تمكن المقاتلون من تحقيق نصرهم.
3- بالرغم من تصفية يوشع بن نون لجيشه من الذين قد يؤتى من قبلهم إلا الجيش بقي فيه بعض من ضعف إيمانه وهم الذين غلوا من الغنيمة.