ما هي قصة ريطة بنت عمرو ناقضة الغزل؟

اقرأ في هذا المقال


قصة ريطة بنت عمرو “ناقضة الغزل”:

لقد كان هناك امرأة خرقاء وحمقاء مجنونة اسمها ريطة بن عمرو بن سعد وهي تقيم في مكة المكرمة، فقد كانت تغزل غزلها وتمكث ليالي وأيام وهي تصنعه وعندما يكتمل هذا النسيج والغزل تقوم بتخريبه، أي أنها “تُبرطه” وكان ذلك الفعل يضرب به كمثلٍ لبعض الناس الذين يعملون ويتعبون على العبادات حتى يتمونها ثم بعد ذلك يخربوها ويفسدوها. وأحيانًا آخر يخرب العبادة وأحيانًا بعد العبادة والعمل يفسد هذا العمل الصالح، فيقول لهم الله تعالى لا تفعلون كما تفعل هذه المرأة الحمقاء.

فقال الله تعالى: “وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَىٰ مِنْ أُمَّةٍ ۚ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ ۚ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ” النحل:92.

فالآية الكريمة هي مثال لأولئك النفر الذين يعملون العمل الصالح ثم يخربونه، ويقول الله تعالى في الآية الكريمة: أنه لا تستخدم يمينك وحلفك فتأخذ شيئًا ليس من حقك. وتدل أيضًا الآية أنه كان بعض الناس يعاهد عهدًا لقبيلة من القبائل، فإذا عرف أن هناك قبيلة أقوى منها ينقض عهده مع الأولى ويتحالف مع الأقوى، لذلك حذر النبي عليه الصلاة والسلام المؤمن بأنه إذا عهد عهدًا أو أمة عاهدة عهدًا مع أمةٍ أخرى أن لا تنقض عهدها ولا تنكثه؛ لأن هذه هي صفات الخائنين والمخذولين.

وقد ذكر شيء في شريعة الله تعالى يسمى “النسخ” فهناك الناسخ والمنسوخ وكله بعلمه وحده، فالله تعالى يأذن بشيء لفترة من الزمن ثم بعدها يُحرمها عليهم، مثل الخمر فلم يكن محرمًا في بداية الأمر؛ لأن الله تعالى يعلم طبيعة النفس البشرية، فكان الأمر مسموحًا خارج الصلاة ثم بعدها صار محرمًا طوال الوقت.

وهناك آية المصابرة في الجهاد، كان في بداية الأمر يجب أن الشخص عليه أن يصبر إذا كان أمامه عشر من الكفار، ثم بعدها نسخت وصارة آية المصابرة اثنين، فإذا كان العدد الضعف يجب عليهم أن يصبروا أما إذا كان أكثر من الضعف فليس عليهم الصبر. فهكذا كان القرآن مع الناس يتدرج فيهم تدريجًا، وهذا يسمى الناسخ والمنسوخ، فتأتي آية وتحل بالحكم مكان آية أخرى، وكله بعلمه تعالى.

لما كان النبي عليه الصلاة والسلام يقرأ عليهم هذه الأمور ويخبرهم بأن الله بدلكم هذا بهذا، كان المشركون يأتون ويستهزئون ويكذبون فيقولون لو أن هذا كلام الله لكان من البداية ولم يتغير، فكيف يكون كلام الله ثم يتغير الحكم، فلم يفهموا الكفار أن التغيير مقصود؛ لأن الله بعلمه بطبيعة النفس البشرية فقد تدرج معهم أو أراد أن يختبرهم، فلما نجحوا بالاختبار بدلهم. فقال تعالى: “وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ ۙ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ – قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ” النحل:101 -102.

المصدر: كتاب قصص القرآن الكريم، تأليف الدكتور فضل حسن عباسكتاب قصص القرآن عظات وعبر، تأليف سعيد عبد العظيمكتاب قصص القرآن الكريم، تأليف اسلام محمود دربالهكتاب قصص من القرآن الكريم، تأليف محمد متولي الشعراوي


شارك المقالة: