ما هي قصة سليمان عليه السلام يرزق بنصف ولد

اقرأ في هذا المقال


يخبرنا النبي عليه الصلاة والسلام أن سليمان عليه السلام قام بحلف يمين على أن يطأ تسعًا وتسعين امرأة من نسائه، وأن كل واحدة منهن ستلد فارسًا من أجل أن يجاهد في سبيل الله، ولكن لم تلد منهن إلا واحدة، فقد ولدت نصف إنسان؛ وذلك بسبب عدم قوله إن شاء الله تعالى.

دليل قصة سليمان عليه السلام يرزق بنصف إنسان من السنة النبوية

لقد روى هذا الحديث البخاري ومسلم في صحيحيهما، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “قال سليمان بن داود: لأطوفنّ الليلة على سبعين امرأةً تحمل كلّ امرأة فارسًا يجاهد في سبيل الله، فقال له صاحبه: إن شاء الله فلم يقل ولم تحمل شيئًا إلا واحدًا ساقطًا أحدُ شقيه”. فقال عليه الصلاة والسلام: لو قال إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله.

شرح قصة سليمان أنه رزق بنصف إنسان

لقد كان سليمان عليه السلام من الأنبياء الصالحين، وعرف أنه من الملوك المجاهدين فالله تعالى أملَكهُ مُلكًا عظيم، وأن الله تعالى سخر له الإنس والجن والريح وغير ذلك، فقد تحدث عنه القرآن بأنه كان يعشق الجهاد في سبيل الله معتنيًا بجنده، وكان يعتني دائمًا بجنده ويحرص على تفقدهم واستعراضه لهم. فقال تعالى في كتابه: “وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ” النمل:17.

فقد كان سليمان عليه السلام دائم الاهتمام بالخيل لدرجة أنه شغله استعراضها عن أعمال الخير التي قد تكون أحسن منها، فقال تعالى: “إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ – فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ” ص:31-32. وعندما ننظر إلى محاسبته لأحد جنوده حينما تفقد جنده من الطير فلم يجده، فقال تعالى: “وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ – لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ” النمل :27.

إن أمل سليمان عليه السلام بأن يطأ تسعين امرأة ويلد منهنّ رجالًا يجاهدون في سبيل الله لم يتحقق وحنث في قسمه ولم يلد سوى نصف إنسان، وقد وضح النبي عليه الصلاة والسلام بأن السبب هو عدم قوله واتباع كلامه بإن شاء الله على الرغم من أن الملك ذكّره بأن يقولها ولكن على الأغلب أنه كان مشغولًا ببعض أمورٍ جعلته ينسى قولها حتى يمضي قدر الله فيه، فلو قال إن شاء الله لم يحنث في يمينه ولكان مراده قد تحقق كما أبلغنا النبي عليه الصلاة والسلام فنصف الإنسان الذي ولدته إحدى نسائه هو ذكر الله تعالى: “وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَىٰ كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ” ص:34.

لقد سُئل كيف يقسم نبي الله سليمان على حدوث أمرٍ في المستقبل وحدوث مثل ما لا ينبغي أن يجزم به عباد الله الصالحين، فكان جوابهم: وهو أن عباد الله الصالحين يبر الله بقسمهم عند حلفهم وأن يستجيب لدعائهم إذا دعوه، فقد ذكر بالحديث إن من عباد الله من لو أقسم عليه لأبره.

إن سليمان عليه السلام كان له مكانة عظيمة عند ربه، فقال تعالى: “وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ ۚ نِعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ”. فأخبرنا عليه الصلاة والسلام أن هناك أحد أصحابه إذا أقسم على الله لأبره، وهو البراء بن مالك.

وذكر أن لسليمان عليه السلام عددًا كبير من النساء؛ هذا لأنه كان يباح للرجال في زمن موسى عليه السلام وشريعته من غير تحديد عدد وقد قيل أن نساء سليمان بلغن سبعمائة امرأة، فقد بين الحديث الشريف أن سليمان كان لدية القدرة عظيمة على معايشة زوجاته ومعاشرتهن، فقد طاف في ليلة واحدة على ذلك العدد الكبير من النساء.

العبر المستفادة من قصة سليمان مع نصف الولد الذي رزق به

1- وجود الرغبة عند بعض الصالحين بأن ينجبوا الذرية الصالحة؛ من أجل الجهاد في سبيل الله تعالى كما في رغبة سليمان عليه السلام في عدد الأولاد الذي أقسم عليه.

2- قدرة النبي سليمان عليه السلام على معاشرة عدد كبير من النساء بليلة واحدة، على الرغم من أنه ينشغل بأمورٍ كثيرة تخص سياسة أمته وبلده.

3- يحق للشخص أن ينبأ عما يغلب على ظنه حصوله ووقوعه لما سيحدث في المستقبل كما أخبر سليمان عما سيكون منه من الوطء وما سيرزقه من الولد.

4- يجب أن يعلق كل شخص ما يعزم عليه من فعل على مشيئة الله تعالى، فيقول: سأفعل كذا وكذا إن شاء الله تعالى.

5- إن من أدب الأنبياء في كلامهم هو استعمال الكناية في الأمر المستقبح ذكره، فلم يقل سليمان عليه السلام لأطأن أو لأجامعنّ، بل قال: لأطوفنّ الليلة.


شارك المقالة: