هنالك الكثير من القصص التي ورد ذكرها في القرآن الكريم وكذلك في السنة النبوية الشريفة التي تتعلق بالعديد من الأمور التي قام بها الأنبياء والرسل عليهم السلام، إلى جانب الصحابة والصالحين، ومن بين تلك القصص هي قصة شهامة يتيم، وسوف نتناول التحدث عنها.
ما هي قصة شهامة يتيم
لمّا قام الرسول محمد عليه الصلاة والسلام بدعوة الناس إلى الدين الإسلامي وهذا في مكّة المكرَّمة، وعندما نادى الناس بدعوة أنَّه لا إله إلّا الله وأنَّ محمد عليه الصلاة والسلام هو رسول الله، غضب أهل قريش كما وأنَّها آنذاك كانت تعبد الأصنام، حيث كانت في الكعبة التي قام ببنائها سيدنا إبراهيم عليه السلام، وابنة إسماعيل عليه السلام؛ وهذا من أجل عبادة الله سبحانه وتعالى وحده فقط، والتي بلغ عددها ثلاث مائة وستين صنماً.
الإذن بالهجرة
وعند هدم الأصنام اشتعل أهل قريش غاضبين، كما وأنَّهم عمدوا إلى أذية الرسول عليه السلام، كما وأنَّهم قد عذبوا المسلمين، وبهذا فقد صبر كل من الرسول والمسلمين آنذاك، كما ووقفوا لهم وقفة الجبال وثبتوا على ذلك أيضاً، وعلى الرغم من هذا إلّا أنَّ أهل قريش قد توجهوا لمنع الناس عن الدين الإسلامي، كما ويحولون بينهم وبين المسلمين وعبادة الله عزَّ وجل_ فعندها قد أذِن الرسول للمسلمين بالهجرة.
فهاجر الرسول عليه الصلام والسلام إلى المدينة المنورة، وقد هاجر معه المسلمون كذلك، ولهذا فقد كانت المدينة المنورة بمثابة الأرض الطيبة لهم وللإسلام، كما ووجد في أهلها ذلك النوع من الرقة وللين، كما وأنَّه قد أسلم العديد من الأشخاص وهذا قبيل الهجرة، وعندما هاجر الرسول عليه السلام من مكَّة المكرَّمة إلى المدينة المنورة وسكن هنالك، أحب القيام ببناء مسجد؛ وهذا لأنَّ المسجد يجب أن يتوافر للمسلمين، كما ويعتبر المسجد كذلك بأنَّه ذلك القُطب الذي يقوم بالدوران حولة رحى الحياة ذات الطابع الإسلامي.
وعندما هاجر الرسول كان نازلاً في بيت أحد الأنصار يُسمى بأبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، وكان آنذاك ضيفاً عليه، وقد كان بالقرب من بيته مربد، حيث يعتبر ذلك المحبس الذي كان للإبل وكذلك كان موضعاً للتمر، فأراد الرسول عليه الصلاة والسلام بأن يبني مسجداً هنالك.
وعندما أراد الرسول بناء المسجد في ذلك المكان أو المربد، قال الرسول عليه السلام: لِمن هذا المربد؟ فقال أحد الأفراد من الأنصار والذي يُعرف بمعاذ بن عفراء، بأنَّه ليتيمين، أحدهما اسمه سهل والآخر اسمه سهيل، فطلبهما الرسول عليه الصلاة والسلام، وعندما جاءوا إلى الرسول تحدث معهم الرسول عن المربد وثمنه فقالا للرسول بأنَّهم لا يبيعون المربد وقالوا له ابن به المسجد، وبه قد طابت أنفسنا، ولكن الرسول عليه السلام رفض بأن يأخذ المربد بدون مال واشترى منهم المكان وعمد إلى دفع الثمن لليتيمين سهل وسهيل.