ما هي معجزة يعقوب عليه السلام؟

اقرأ في هذا المقال


معجزة يعقوب عليه السلام:

إنّ نبي الله يعقوب عليه السلام هو نبيٌ من أنبياء الله تعالى، وهو ابن اسحاق ابن إبراهيم عليه السلام الذي ميلاده جاء بالبشرى إلى جده وهذه معجزة من المعجزات يقول الله عز وجل: “أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ” البقرة:133
وللنبي يوسف عليه السلام عدة معجزات:
– معجزة وحيّ الله إليه بأن ابنهُ يوسف عليه السلام لم يمت وأنهُ في رعاية الله.
– أيضاً هناك معجزة فقدانه البصر وعودتهُ إليه بعدما ألقيّ قميص يوسف النبي عليه السلام على عينيه بعدما أصبحَ عزيزاً لمصر ووزيراً لماليتها ورئيس خزائنها.
– يقول الله تعالى: “اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَٰذَا فَأَلْقُوهُ عَلَىٰ وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ- وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ ۖ لَوْلَا أَن تُفَنِّدُونِ – قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ – فَلَمَّا أَن جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَىٰ وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا ۖ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ – قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ- قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي ۖ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ – فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ – وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا ۖ وَقَالَ يَا أَبَتِ هَٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا ۖ وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي ۚ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ” يوسف:93-100.

أدعية يعقوب عليه السلام:

هناك دعاءٌ قاله يعقوب عندما حزن على سيدن لما جاءه خبرُ أكل الذئب ابنه يوسف فقال وهو يتضرعُ ألماً: فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون.
لقد بقي يعقوب النبي عدةُ سنواتٍ من الحزن والأسى التي عاشها بعيداً عن ابنه يوسف، وقال بعض المفسرين: إنها أربعون سنةً، وبالرغم من هذا لم يُسمَع منه كلمةُ تضجُّر أو تسخُّط، ولكنه بثَّ حزنه وشكواه إلى الله، فدعا الله تعالى: “إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ” يوسف:86. أي لا أظهر عظيم حزني إلا لله وحده فهو الذي تنفع الشكوى إليه، وهو كاشف الضرِّ والبلاء، وأعلم من رحمة الله وفرجه ما لا تعلمونه، وهكذا شأن المؤمن الصبر، وشأنُه الأكمل أن يرضى عن الله -عز وجل-، ويعلم أن خيرةَ الله خيرٌ مِن خيرته لنفسه.
 ومن أدعية النبي يعقوب عليه السلام ليوسف هي: قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ. ودعا يعقوب عليه السلام بهذا الدعاءِ أيضاً عندما عادوا إلى أبيهم وأخبروه بأن بنيامين قد سُرق منهم، فقال: صبري على ما نالني من فقد ولدي، صبرٌ جميل لا جزع فيه ولا شكاية، عسى الله أن يأتيني بأولادي جميعاً فيردّهم عليّ، إنه هو العالمُ بوحدتي، وإنه تعالى الحكيمُ في تدبير خلقه. ومن أشد أنواع الصبر كان صبر النبي يعقوب على فراق ابنه يوسف.

النبي يعقوب مع ملك الموت:

لقد كان نبيُ الله يعقوب أكرمَ وألطفُ أهلِ الأرض على ملك الموت في زمانه، وأنّ ملك الموت استاذنَ ربه فى أن يأتى يعقوب فاذن له، فجاءهُ فقال له يعقوب: يا ملك الموت أسالكَ بالذى خلقك، هل قبضت نفس يوسف فيمن قُبضت من النفوس؟ فقال لا: ثم قال له ملك الموت: يا يعقوب ألّا أعلمك كلماتٍ؟ قال بلى: قال: قل ياذا المعروف الذي لا ينقطع أبدا ولا يُحصيه أحدٌ غيرك قال: فدعا بها يعقوب فى تلك الليلةِ فلم يطلعُ الفجر حتى طُرح القميصُ على وجهه، فارتد بصيراً فقال لهم عند ذلك: ألم اقل لكم إنى أعلم من الله ما لا تعلمون، قالوا يا ابانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنّا خاطئين، قال سوف استغفر لكم ربي.

وصية يعقوب عند الموت:

عندما بلغ يعقوب عليه السلام من العُمرمائة وسبعاً وأربعين سنة جاءه الموت فجمع أولاده الإثنى عشر وأحفاده ووصاهم وصيتة الاخيرة وصية الموت فاوصاهم باتباع دين الاسلام والمحافظة على التوحيد ونبذ الشرك قال الله تعالى: “وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدْ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنْ الصَّالِحِينَ – إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ- وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمْ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ -أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ” البقرة:130-133.


شارك المقالة: