ما هي مقاصد الاعتكاف؟

اقرأ في هذا المقال


الاعتكاف:

الاعتكاف: هو البقاء في المسجد من شخص مخصوص بنية مخصوصة في وقت مخصوص من أجل التقرب إلى الله تعالى.

فالمقصد الرئيسي والمهم للاعتكاف هو سعي المسلم لحصولهِ على نتيجة مهمة من وراء ذلك الاعتكاف ألا وهي:

1. تحري ليلة القدر.
2. الخلوة بالله عز وجل، والانقطاع عن الناس ما أمكن حتى يتم أنسه بالله عز وجل وذكره.
3. إصلاح القلب، ولم شعثه بالإقبال على الله تبارك وتعالى.
4. الانقطاع التام إلى العبادة من صلاة ودعاء وذكر وقراءة قرآن .
4. حفظ الصيام من كل ما يؤثر عليه من حظوظ النفس والشهوات.
5. التقلُّل من المباح من الأمور الدنيوية، والزهد في كثير منها مع القدرة على التعامل معها.

أقسام الاعتكاف:

ويقسم الاعتكاف إلى قسمين:

  • واجب : ولا يكون إلا بنذر، فمن نذر أن يعتكف وجب عليه الاعتكاف ، فقد قال ــ صلى الله عليه وسلم ــ:( من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصيه فلا يعصه).
    وفي الحديث أنَّ ابن عمر ــ رضي الله عنهما ــ: أن عمر سأل النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ قال: كنتُ نذرت في الجاهلية أن أعتكف ليلة في المسجد الحرام، قال: ( أوفِ بنذرك)”رواه البخاري:.
  • مندوب : وهو ما كان من دأب النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ في اعتكافه في العشر الأواخر من رمضان، ومحافظة على هذا الأمر، وهو سنة مؤكدة من حياته ــ صلى الله عليه وسلم ــ كما ورد ذلك في الأحاديث التي أشير عنها عند الحديث عن مشروعية الاعتكاف .

مباحات الاعتكاف:

وهناك بعض المباحات التي أباحها الشرع الحنيف للمُعتكف أن يقوم بها، والتي لا تنقص من أجره ولا تبطل اعتكافه، ومنها:
1 – يستحب للمُعتكف أن يشتغل بالصلاة وتلاوة القرآن وذكر الله وما إليها من القربات، وعليهِ أن ينزّه اعتكافه عمَّا لا يعنيه من الأقوال والأفعال، وأن يتجنب الجدال والمراء والسباب فهذه الأمور تكره لغير المُعتكف منه أشد كراهة ولكنَّها لا تؤدي إلى بطلان اعتكافه.
ولا بأس بأن يتكلَّم بما فيه حاجته ومصلحته مما لا إثم فيه.
2 – أما قراءة القرآن وإقراؤه لغيره وتعليم العلم فقد ذهب الشافعية والحنفية إلى استحبابه.
وقال المالكية والحنابلة: يستحب ألَّا يشتغل بإقراء القرآن وتدريس العلم ومناظرة الفقهاء ومجادلتهم.
3 – ذهب جمهور الفقهاء إلى أنه يكره للمُعتكف أن يصمت عن الكلام إلى الليل وإن نذره لم يفِ به.
4 – ذهب جمهور الفقهاء إلى أنه يجوز للمُعتكف أن يلبس ما كان يلبسه قبل اعتكافه، ويأكل ما كان يأكله ويجوز له أن يتطيَّب، ولا فرق في ذلك بين أن يلبس رفيع الثياب وسواها.
وقال الحنابلة: باستحباب ألَّا يلبس الثياب الرفيعة، وأن لا يتطيَّب ولكنَّه لا يحرم.
5 – قال جمهور الفقهاء بأنه يجوز للمُعتكف أن يتزوج ويزوج أيضاً.

مبطلات الاعتكاف:

من مبطلات الاعتكاف، والتي تجعل المسلم المُعتكف خارجاً عن الاعتكاف الذي هو قائم فيه، فهي:
1 – الخروج من المسجد لأمر ضروري على التفصيل الذي ذكرنا.
2 – المعاشرة الزوجية سواء كان ذلك في المسجد، أو عند خروجه لقضاء الحاجة وما إليها من الأعذار.
3 – الردة: فقد أجمع الفقهاء على أن الاعتكاف يفسد بالردة.


والدليل على ذلك:
– قوله تعالى: (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ) (الزمر: من الآية65).
– لأنه خرج بالردة عن أن يكون من أهل الاعتكاف لأن الإسلام شرط فيه.
– لأن الاعتكاف قربة، والكافر ليس من أهلها لذا لم ينعقد مع الكفر فلا يبقى معه.
– لأن الردة أقبح من الخروج من المسجد وهو يفسد الاعتكاف فكذا الردة بالأولى.
ومثل الردة في الحكم السُّكر فمن سكر بطل اعتكافه لأنه بذلك يخرج عن أن يكون من أهلالمسجد.



شارك المقالة: