ما هي مناسبة قول سيدنا نوح عليه السلام" قال رب انصرني بما كذبون"؟

اقرأ في هذا المقال


تعددت الأدعية التي قالها الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، وكل دعاء قاله نبي أو رسول من الله تعالى هو تم التحدث به بسبب حادثة حصلت معهم، كدعاء سيدنا يونس في بطن الحوت ودعاء سيدنا نوح، ودعاء سيدنا محمد وغير هم الأنبياء، وفي هذا المقال سوف نتناول التحدث عن قصة دعاء سيدنا نوح عليه السلام” قال ربِّ انصُرني بِما كذَّبونِ”.

من هو سيدنا نوح عليه السلام

وهو نبي ورسول من الله تعالى، حيث أنَّ ذكره قد ورد في الكثير من الكتب المقدسَّة التي كانت لأتباع الديانات الإبراهيمية، حيث أنَّ الله تعالى قد وصف سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام في القرآن الكريم على آنَّه:” إنَّه كَانَ عَبْداً شَكُوراً”، حيث تم وصف هذه الآية بأنَّ الله تعالى وصفه بالعبد الشكور وهذا لأنه كان لا يلبس لباساً أو يأكل طعاماً إلّا وقد شكر الله عليه وحمده، حيث جاء في كتب التفسير أنَّ سيدنا نوح عليه السلام كباقي الأنبياء والرسل كان يعمل ويأكل من كسب يده، حيث ذُكر بأنَّه كان محترفاً في مهنة التجارة.

حيث أنَّ ابن جرير قد ذكر في كتابه ما يخص مولد سيدنا نوح عليه السلام أنَّه كان بعد مائة وستٍ وعشرين سنة وهذا من وفاة النبي آدام عليه الصلاة والسلام.

حيث أنَّ مؤرخي الأمة قد اتفقوا على أنَّ ذرية سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام هي الذُرية الوحيدة التي بقيت وهذا بعد هلاك الأمم وهذا في أثناء الطوفان الذي أرسله الله تعالى على قومه، حيث قال تعالى:” وجعلنا ذُرّيَّتَهُ هُمُ الباقين”، حيث أنَّ البشر كافة يعود نسبهم إلى أولاد سيدنا نوح عليه السلام الثلاثة وهم:

  • حام.
  • سام.
  • يافث.

ما هي مناسبة قول سيدن نوح عليه السلام” قال رب انصرني بما كذبون”

حيث أنَّ الرسول عليه الصلاة والسلام قد خاطب قومه؛ ويعود السبب في هذا إلى أنَّهم كانوا عائلته وعشيرته، وهم الذي ظنَّ فيهم بأنَّهم سوف ينصرونه، فكان لا بُد له وأن يعمد إلى استثارة مشاعرهم وكذلك وعواطفهم على حدٍ سواء، وهذا من خلال تذكيرهم بحق القرابة التي كانت عليهم، حيث أنَّ سيدنا نوح عليه السلام قد بيَّن لقومه الحقيقة الكامنة وراء التوحيد وهذا من خلال إثبات الألوهية لله تعالى وحده لا شريك له، كما وبيَّن لهم بأنَّه الذي ينبغي أن تتعلق به كافة القلوب وهو الوحيد الذي يستجيب للمضطرين إذا دعوه.

الله تعالى يُخبرنا عن سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام أنَّه قام ودعا ربَّه وهذا بغية نصره على قومه الذي جاء لكي يدعوهم إلى الله تعالى، كما وقال عنه الله تعالى بشكل يُخبرنا عنه في الآية الأخرى:” فدعا ربَّه أنَّي مغلوبٌ فانتصر”، فعند ذلك الأمر قد أمره الله سبحانه وتعالى بالعمد إلى صناعة السفينة والعمل على صناعتها بشكل مُحكم ومتقن.

وأن يقوم بحمل من كل زوجين اثنين، بمعنى أن يقوم بحمل من كل نوع زوجين الذكر والأنثى وهذا من كل من الحيوانات والنباتات إلى جانب الثمار المختلفة وغيرها، كما وأمره الله تعالى بأن يحمل في السفينة أهله” إلّا من سبق عليه القول منهم” بمعنى أنَّه سبق عليه التحدث بالهلاك والعذاب، ويعتبر هؤلاء هم الذين لم يؤمنوا بتاتاً بالله تعالى من أهل سيدنا نوح عليه السلام، وهذا كأمثال زوجته وابنه والله أعلم.

حيث أنَّ الله تعالى أمر سيدنا نوح عليه السلام بأن لا يناقشه في الأشخاص الذين ظلموا وأخبره بأنَّهم مغرقون، بمعنى أن لا يأخذ سيدنا نوح عليه السلام الرأفة عند إنزال المطر العظيم الذي أنزله الله تعالى على قوم سيدنا نوح وأن لا يشفق عليهم كذلك، وكذلك أن لا يطمع في تأخيرهم لعلَّهم يؤمنوا، فيقول الله تعالى لسيدنا نوح إنه قد قضى لهم الغرق والهلاك وهذا على ما هُم فيه من الكفر والطغيان كذلك.

وقول سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام” قال رب انصرني بما كذبون” بسبب تكذيب قومه إياي بأن تُهلكهم، وقال الله تعالى مُجيباً دُعاءه عليه السلام.

وقام الطبري بتفسير قول سيدنا نوح” قال رب انصرني بما كذبون”، وهذا بسبب أنَّ قومه قد تمادوا وهذا في غيهم، حيث قال ذلك بسبب تكذيب قومه له وهذا بالرسالة التي أمره الله تعالى بتبليغها ودعوتهم إلى الله تعالى وتوحيده، حيث يقول هذا الدعاء مستنصراً على قومه.


شارك المقالة: