هناك العديد من المجالات التي تمكّن الفرد من التملّك، والتصرّف بما يملك بحريته المقيّدة في الإسلام، وذلك لإشباع غريزة حب المال لدى الفرد، وتلبية طلباته وتوفير احتياجاته حسب رغبته، وللملكية الخاصة أهداف لها منافع تعود ليس فقط على الفرد الواحد، وإنّما تعود على المجتمع بشكل عام، ولمنح الفرد حرية التملك تعدّدت المصادر والمجالات المشروعة في النظام الاقتصادي الإسلامي.
مجالات الملكية الخاصة ومصادرها في الإسلام:
- البيع: وهو عقد يتم بين طرفين بناءً على التراضي، ومضمونه تبادل المال النقدي بالمال العيني، وهو مشروع في الإسلام لقضاء حاجات الإنسان وتلبية طلباته، وفيه وقاية للأفراد والمجتمع من مشكلات قد يقوم بها الإنسان لتوفير حاجاته، مثل السرقة والنهب والتحايل وغيرها من الوسائل المحرّمة في الحصول على النقود أو الحاجات الضرورية.
- العمل بأجر للآخرين: فالعمل هو الطريق الأساسي للحصول على المال، وهو مشروع وحثّ عليه الإسلام، والعمل وسيلة للحركة والنشاط والغنى بالنسبة للفرد، والتنمية والرُّقي في كافّة مجالات الحياة بالنسبة للمجتمع كامل.
- الزراعة: هي طريقة للتملّك من خلال العمل على في الأرض واستخراج خيراتها، وتعد الزراعة من أفضل الأعمال وأطهرها، ففيها منافع للإنسان والحيوان، وتساعد على إعمار الكون واستمرار الحياة، وهي أصول الأعمال الأخرى كالتجارة الفردية والاستثمارات المشتركة، وأساس الكثير من العقود والمعاملات المالية في النظام الاقتصادي الإسلامي.
- إحياء الأرض الموات: وهو عمارة الأرض الميتة، وللفرد حق التملك مما يستطيع إحيائه من الأرض التي لا حياة لها ولا عمل فيها، وحدّد الإسلام للفرد آلية العمل على إحياء الأرض وشروطه، ليقوم بعمله بأسلوب مشروع ومضمون.
- الصناعة والاحتراف: حثّ عليها الإسلام لأنّها مصدر مشروع للتملك الخاص.
- الاحتطاب والصيد واستخراج ما في باطن من معادن وخيرات: ممَّا لا يتّصل بملكية الدولة العامة، ولا يسبب الضرر بالآخرين والبيئة أو المرافق العامة.
- الجعالة: وهي تقديم مال محدّد لشخص قام بعمل معلوم، بجعل ملكية المال له بشكل مباشر.
- مشروعية قبول الهدايا والهبات: وهو مصدر مشروع للتملك، وله آثار إيجابية في نشر الألفة والمحبة بين الأفراد، وتقوية روابط المجتمع الإسلامي.
- الإرث والوصية: فالإرث انتقال ملكية المال إلى الورثة بعد وفاة المالك، والوصية هي تخصيص جزء من الأملاك لمجموعة من الأفراد أو لفرد واحد، بصيغة التبرّع بعد الموت، وهما مصدران مشروعان للتملّك في الإسلام.
- أموال الزكاة والصدقات: فما يحصل عليه المحتاج من أموال الزكاة والصدقات، تعتبر ملكا له وله حق التصرف بها وفق ما هو مشروع.