مجريات القتال في مؤتة

اقرأ في هذا المقال


وبعد أن قُتِلَ الصحابي الجليل جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه بعد القتال بمثل تلك الشجاعة والضراوة والبسالة المنقطعة النظير، عندها كانت الراية من نصيب الصحابي الجليل عبد الله بن رواحة، وحين استلم الراية عبد الله بن رواحة تقدم بها وهو يركب على فرسه، حتى جعل يسنزل بنفسه متردد بعض الشيء، حتى وصل به أن حاد حيدة ثم قال بعدها هذه الأبيات الشعرية:
أقسمت بالنفس لتنزلنّه كارهة أو لتطاوعنه
إن أجلب الناس وشدوا الرنّه مالي أراك تكرهين الجنه

وبعد ذلك نزل عبد الله بن رواحة، فجاء إليه ابن عم له بعرق من اللحم فقال له: (شد بهذا صلبك، فإنّك قد لقيت في أيامك هذه ما لقيت)، عندها أخذه من يده فانتهس منه نهسة (أي أنّه أَخَذَاهُ بِمُقَدَّمِ أَسْنانِهِ وَنَتَفَهُ ليَأْكُلَهُ)، وبعد ذلك رماها من يده، عندها أخذ سيفه فتقدم ليقاتل، واستمر بالقتال حتى قتل شهيداً.

وبعد أن استشهد الصحابي الجليل عبد الله بن رواحة تقدم أحد الرجال من قبيلة بني عجلان واسمه (ثابت بن أقرم)، عندها أخذ الرجل الراية ثم قال: ( يا معشر المسلمين، اصطلحوا على رجل منكم ( أي أن يختار المسلمون رجلاً لحمل الراية)، فقال له المسلمون: أنت، عندها رد ثابت بن أقرم قائلاً: ما أنا بفاعل هذا ( أي أنه لا يريد حمل الراية)، حينها اصطلح واتفق الناس على الصحابي الشجاع خالد بن الوليد رضي الله عنه وأرضاه.

وعندما استلم الراية فقاتل خالد بن الوليد قتالاً عظيماً مريراً باسلاً منقطع النظير، وقد قيل عن الصحابي القوي خالد بن الوليد في معركة مؤتة أن قال: (لقد انقطعت في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف، فما بقي في يدي إلا صفيحة يمانية).
أو في معنى آخر: (لقد دق في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف، وصبرت في يدي صفحة لي يمانية)، وقد قال رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يوم معركة مؤتة مخبراً عن طريق الوحي قبل أن يأتي إلى الناس الأخبار من مساحة معركة القتال: (أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذ جعفر فأصيب، ثم أخذ ابن رواحة فأصيب، وكانت عين النبي تذرفان، حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله، حتى فتح الله عليهم).


شارك المقالة: