مجمل الأحداث بين فتح مكة وغزوة حنين

اقرأ في هذا المقال


مجمل الأحداث بين فتح مكة وغزوة حنين:

بعد أن اكتملت سيطرة المسلمين التامة على مكة المكرمة والتي كانت من أهم وأعظم معاقل ومراكز الوثنية، بدا بشكل كبير وواضح أنّ نجم الوثنية في منطقة الحجاز وفي الجزيرة العربية بأكملها يتجه نحو الانهيار والدمار.

حيث كان أمر انهيار نلك الوثنية في الجزيرة كلها إنّما هو أمر وقت لا أكثر، وذلك لأنّ مكة المكرمة سواء أكانت من الناحية العسكرية أو من الناحية السياسية أو من الناحية المعنوية أو حتى من الناحية الروحية تعتبر هي محط أنظار الكثير من عبّاد الوثنية رغم ما لديهم من اختلافات في الميول.

ولكن بعد دمار الوثنية في شرق المدينة المنورة وبعد أن تلاشي الوجود اليهودي في منطقة خيبر وهو الخطر الذي كان يشكل أصعب وأقوى خطر يهدد وجود دين الإسلام والمسلمين من جميع النواحي، إن كانت من الناحية البشرية أو حتى من الناحية السياسية والمالية، وبعد حدوث كل ذلك لصالح دين الله الإسلام والمسلمين، لم يبق هناك من يخاف منه المسلمون أو أن يحسبوا له الحساب الكبير أو أنّ له وزناً ثقيلاً في نظرهم.

ولكن كانت هناك قوتين عظيمتين اثنتين هم من تبقوا، وهي قوة قبيلة قريش والتي كانت في مكة المكرمة، وأيضاً منطقة وهوازن في ما تمتلكه من بوادي الواسعة ممتدة وهي التي تمتد من حدود الحرم في الحجاز حتى وصولها إلى أطراف نجد في الشرق وفي الشمال.

أمّا عن قبيلة قريش والتي كانت هي العدو الرئيسي صاحب التنظيم الكبير وهو الطرف الذي يشكل الخطر الأكبر على الإسلام والمسلمين، ولكن قد تحطم ذلك الخطر وأصبح زائل غير موجود عندما وقعت عاصمته مكة المكرمة في أيدي جيش المسلمين وذلك في شهر رمضان المبارك من السنة الثامنة للهجرة النبوية الشريفة.

وحينها لم يبق أبداً من يخشاه جيش المسلمين خشية حقيقية إلّا هوازن وقبائلها التي عرفت بالقوة الحربية الشديدة والعدد الكبير الهائل، حيث أنّ باستطاعتها أن تحشد أعداد تعد بأكثر من عشرين ألف جندي، هو الذي قامت بفعله عندما زحفت بتلك القوة الكبيرة نحو مكة المكرمة، حينها التقى بهم جيش المسلمين في أوطاس وهو وادي حنين، فقد حدثت بين الفئتين تلك المعركة التاريخية الكبيرة والحاسمة.

جيوب المقاومة حول مكة قبل هوازن:

رغم زوال وانهيار سلطان قریش والمقصود: “الأم الكبرى للوثنية”، إلّا أنّه قد بقي في حوالي مكة المكرمة من غير هوازن العديد من جيوب المقاومة للوثنية من العرب، فقد رأى النبي الكريم محمد صلى الله عليه أن ينهي مقاومة تلك الجيوب وأن يخضعها للإسلام وذلك قبل أن يدخل في المعركة مهمة الفاصلة مع قبائل هوازن.

فبعد أن سيطر المسلمون بشكل كامل على مكة المكرمة، أرسل الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم عدة وحدات وسرايا من جيش المسلمين من مكة المكرمة، وكان هدف تلك الوحدات والسرايا هو العمل على تدمير أي أثر متبقٍ من آثار الوثنية في كل المنطقة، فقامت تلك السرايا والوحدات بهدم وإزالة جميع ما تبقى من أصنام وأوثان في تلك المناطق التي تقع في الجنوب وأيضاً الجنوب الشرقي من مكة المكرمة.

فدمّرت تلك الوحدات التابعة للجيش الإسلامي كل من صنم مناة، ودمرت وصنم العزى، وهذين الصنمين يعتبران من أعظم الأصنام التاريخية التي يعظمها العرب، وهما الصنمين اللذين جاء ذكرهما في كتاب الله القرآن الكريم، كما أنّها دمرت غيرهما من الأصنام والأوثان التي تعتبر هي المظهر الرئيسي للوثنية في المنطقة.


شارك المقالة: