محاولة جيش المسلمين اقتحام حصن مدينة الطائف

اقرأ في هذا المقال


محاولة جيش المسلمين اقتحام حصن مدينة الطائف:

وقد بذل جيش المسلمين والإسلام جهوداً كبيرة وذلك لاقتحام حصن مدينة الطائف ومن ثم فتحه، ولكن مقاومة قبيلة ثقيف كانت عنيفة ومركزة.

وكانت محاولة التأثير على الثقفين وإضعافهم بغية الإجبار على التسليم، حيث استخدم الجيش الإسلامي المنجنيق فضرب به قلاع مدنية الطائف وتهديم ما يمكن تهديمه منها.

بغية فتح الطريق من ثغرات في الأسوار ليقتحم جيش المسلمين والإسلام الحصون. ولكن يظهر أنّ سلاح المنجنيق لم يؤثر التأثير المطلوب في قلاع مدينة الطائف .

فظلت قبيلة ثقيف ومن معهم من جيش وجند قبيلة هوازن صامدين في حصونهم، وكانوا رماة نبل مشهورين بإصابة الهدف، وقد قامت جند من الجيش الإسلامي بمحاولة جريئة، وذلك بغية إيجاد السبيل لجمهرة الجيش کي يقتحموا الحصن فيختصروا متاعب الحرب وتوابعها.

وهذه المحاولة الجريئة هو أنّ مجموعة يمكن أن نسميهم بالفدائيين، قد زحفوا متسترين وراء الدبابات، على حصن المدينة حتى وصلوا إلى أسواره، حيث كانوا يحاولون تحت حماية الدبابات إحداث فتحات في السور عن طريق نقبه، حتى يتمكن العسكر النبوي من الدخول إلى حصن مدينة الطائف، وهناك يضعون حداً للحرب، لأنّ المسلمين وجيشهم وقائدهم النبي الكريم محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين على ثقة بأنّهم سيتغلبون على المشركين إذا ما تمكنوا من اقتحام الحصن والتحموا معهم في معركة فاصلة مواجهة لهم.

زرع الحسك حول قلاع مدينة الطائف:

ومن جهة أخرى وحتى تتعطل تحركات الثقفيين، قامت قيادة الجيش النبوي الشريف ببث وزرع الحسك حول قلاع حصن مدينة الطائف، والحسك بفتح أوله وثانيه هو قطع من الحديد صغيرة على هيئة شوك الحسك النباتي ذوي الإبر الحادة المتعددة، وهو من أدوات الحرب يُلقى به حول المعسكرات والحصون، وذلك حتى يعيق تحركات العدو وجيشه، فيؤذي المشاة ويعطل حركات الخيل، لأنّه يعلق بحوافرها فيؤلمها فلا تقوى على الجري.

وقد لجأ المسلمون وجيشهم النبوي الشريف إلى استخدام الحسك حتى تكون وسيلة من وسائل إعاقة تحركات العدو وخيولهم، بإيقاعهم في حقول الحسك إذا ما حاول رجاله الهجوم على الفدائيين الذين قد تحركوا تحت حماية الدبابات لنقب أسوار الحصن الرئيسي لثقيف.

فشل الهجوم الفدائي على حصن قبيلة ثقيف:

غير أنّ محاولة المسلمين وجيشهم لفتح ونقب الثغر في جدار الحصن فشلت، فقد تنبه الثقفيون للمحاولة، وكانوا مسلحين بأسلحة دفاعية ثقيلة من قاذفات اللهب وغيرها، حينها أحبطوا تلك المحاولات، حيث سلطوا آلاتهم الراجمة بالنار على دبابات الفدائيين الذين وصلوا أسوار حصن المدينة، حينها أحرقوا الدبابات التي كان يتستر بها الفدائيون.

فانكشف هؤلاء الفدائيون، فقصفهم الثقفيون بسهامهم وحرابهم ورماحهم قصفاً مرعباً، وأحدثوا بينهم بعض الإصابات ما بين قتيل وجريح، وهنا اضطر الفدائيون إلى التراجع إلى معسكر الإسلام والمسلمين.

قال أصحاب السير: “فنصب نبي الله صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف عن سلاح المنجنيق، وشاور النبي صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف صحابته، فقال له الصحابي سلمان الفارسي رضي الله عنه: يا نبي الله أرى أن تنصب المنجنيق على حصنهم، فإنا كنا بأرض فارس ننصب المنجنيقات على الحصون وتنصب علينا، فنصيب من عدونا ويصيب منا بالمنجنيق، طال الثواء، فأمره نبي الله صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف فصنع منجنيقه بيده، فنصبه على حصن مدينة الطائف”، وذلك بالإضافة إلى منجنيق ودبابتين قدم بهما الطفيل بن عمرو الدوسي”.

وقال أصحاب السير: “ونشر نبي الله صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف الحسك حول حصنهم، ودخل المسلمون وجيشهم تحت الدبابة وهي جلود من جلود البقر، وذلك يوم يقال له: الشدخة قيل: وما الشدخة؟ قالوا: ما قتل من المسلمين – دخلوا تحت الدبابات، ثم زحفوا بها إلى جدار الحصن ليحفروه، فأرسلت عليهم قبيلة ثقيف سكك الحديد محماة بالنار فحقت الدبابات، فخرج المسلمون وجندهم من تحتها، وقد أصيب منهم من أصيب فرمتهم قبيلة ثقيف وجندها بالنبل فقتل منهم عدد من رجال”.


شارك المقالة: