الخيشوم هو آخر الأنف الممتد لفوق سقف الفم، وهو جزء من الجهاز التنفسي عند الإنسان مُتصل بالفم للخارج وبالرئتين للداخل، يستعين به الإنسان عند النطق ببعض الحروف، لإظهار صفة الغنة، وفيه مخرج واحد يلزم حرفي الميم والنون، أثناء الحاجة لصوت الغنة.
تعريف الغنة
الغنّة هي صوت زائد سَلس يخرج من الخيشوم بهجس وهمس، وقد شبهه علماء التجويد بصوت أنثى الغزال عندما تفقد صغيرها، كما عرف بعض القرّاء الغنّة على أنها صوت خفوق رنان، يتجانس مع صوت حرفي الميم والنون.
مقدار الغنة
إنّ مقدار الغنّة يكون حركتان، ويُقصد بالحركة ما يُساوي مدة النطق بالحرف الواحد مع حركته، وللتسهيل على المبتدئين من القراء شبه المدرسين في علم التجويد مقدار الحركة بقبض اليد وبسطها مرة واحدة، والأفضل أن يتم توضيحها للقارئ عن طريق التطبيق والمشافهة؛ لأنّ مقدار الغنّة قد يختلف من قارئ لآخر، تبعاً لمستويات التلاوة، أو السرعة والبطء في القراءة.
آلية النطق بالغنة
عند النطق بحرف النون مع الغنّة يتصل طرف اللسان بأصل الثنايا العليا، مما يؤدي إلى إغلاق مجرى الهواء عن طريق الفم، فينزل الفكّ مع اللهاة ليحجب الهواء، ونتيجة لذلك يرجع الصوت إلى الخيشوم خارجاً منه.
أما الميم فيحدث النطق بها بانغلاق الشفتين من الخارج، فينغلق مجرى الهواء من الفم، بسبب انغلاق الشفتين، فينزل الفكّ مع اللهاة ليحجب الهواء، ونتيجة لذلك يرجع الصوت إلى الخيشوم خارجاً منه.
وبالتالي فإنّ لكل حرف من الميم والنون له مخرجان أحدهما عن طريق الفم، والآخر عن طريق الخيشوم، الذي يمثل مخرج الغنة المتصلة بحرفي الميم والنون .
ومخرج الخيشوم ليس كسائر مخارج الحروف الأخرى، فجميع مخارج الحروف غير الخيشوم، ملازمة، أي تخرج منها حروف، أما الخيشوم فهو مخرج خاص بخروج صفة حرفي النون والميم ألا وهي الغنة.
مراتب الغنة
تكون الغنّة في أعلى مراتبها من الكمال، عند الشدة والإدغام، ثمّ تليها مرحلة الإقلاب والإخفاء، ويطرأ عليها شيء من النقص في حالة السكون والإظهار، أما في حال كان حرفا النون والميم متحركين فتكون الغنّة في المرحلة الأدنى عن باقي المراحل السابقة.
أخطاء في أداء الغنة
قد يقع القارئ في الخطأ عند النطق بالغنّة، بسبب عدم التدريب الجيّد على نطقها، ومن هذه الأخطاء:
- التمويج في نطق الغنّة، ومدّ صوتها بإعطائها أعلى من المقدار المناسب لها، فيظهر صوتها مهتزاً أطول من اللازم.
- إخراج صوت الغنّة من بين الشفتين (من الفم) وليس من الخيشوم، مما يؤدي إلى مدّ الحركة التي تسبقها، ليتولد منها حرفاً مدياً ليس في موضعه.
