مراتب الدين الإسلامي

اقرأ في هذا المقال


الدين الإسلامي دين عظيم جداً ودين واسع لا تنفذ درره، وله علوم كثيرة وأقسام وهذه العلوم عديدة كثيرة، فالدراسة عنه والبحث فيه لا ينتهي ولا يتوقف، وللدين الإسلامي مراتب ثلاثة عظيمة لا ينتهي البحث عنها، وهي الإسلام والإيمان والإحسان، وتعدد الحديث عنها وتفسيرها وذكر أدلة شرعية عنها، فهي هرم ثلاثي لا يكتمل إيمان المسلم بدون الإحسان ولا يكتملان من دون الإسلام والإيمان.

مراتب الدين الإسلامي

الإسلام

“عن عمر رضي الله عنه قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ذات يوم إذ طلع علينا رجلٌ شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يُرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال: يا محمد، أخبرني عن الإسلام، فقال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وتُقيم الصلاة، وتُؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعتَ إليه سبيلًا، قال: صدقتَ، فعجبنا له: يسأله ويُصدقه”.

ففي الحديث الشريف جاء جبريل عليه السلام يعلم الناس من خلال سؤاله للنبي صلَّى الله عليه وسلَّم عن مراتب الدين وبدأ بالإسلام وأركانه.

تعريف الإسلام

الإسلام لغة: هو من سَلِمَ، بمعنى خضعَ واستسلم وأذعن.

الإسلام اصطلاحاً: هو الانصياع والانقياد لأوامر الله تعالى التي جاءت بها الشريعة الإسلامية والابتعاد عن نواهيها.

أركان الإسلام الخمسة

1- شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله: وتعني أن يشهد الإنسان بأن لا إله ولا معبود إلا الله عز وجل وما دونه ليس برب يعبد، وشهادة أنَّ محمد صلَّى الله عليه وسلم رسول مبعوث من عند الله عز وجل ليس بشاعر كما اعتقدوا أو أنه أتى بالدين من عنده، فقد نزل سيدنا جبريل عليه السلام بآخر الرسالات السماوية الإسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

فيجب علينا النطق بالشهادتين لكي ندخل إلى هذا الدين الحنيف من داخل قلوبنا ليس رياءً ولا نفاقاً، فهي أول خطوة يتبعها غير المسلم للدخول إلى الإسلام، وهي من أهم الخطوات وأعظمها؛ لأنها المفتاح لما يتبقى من الدين.

2- الصلاة: وهي عمود الدين والركن الثاني من أركان الإسلام الخمسة، وهي صلة العبد بربه، تؤدى كل يوم خمس مرات تزيل كل الذنوب والخطايا عن المسلم، ويلزم للمسلم أن يكون طاهر القلب والثوب وأن يكون متوجه للقبلة (الكعبة المشرفة)، والقيام بين يدي الله عز وجل خضوعاً وإذلالاً له فتقوم الأعضاء والجوارح لله في اليوم والليلة خمس مرات، ثم الركوع والسجود وقراءة القرآن الكريم.

3- الزكاة: وهي الركن الثالث من أركان الإسلام وهي تزكية للنفس من خلال إخراج المسلم الغني جزء بسيط من أمواله للمسلم الفقير والمسكين ومن يجوز عليه الزكاة، ويجب أن يدفعها الغني المسلم بطيب نفس ليس نفاقاً ولا إظهاراً أمام الناس أنه كريم، وجلب البركة للغني وتغني الفقير عن السؤال والطلب من الناس.

4- الصيام: وهو الركن الرابع من أركان الإسلام، وهي الامتناع عن الطعام والشراب والجماع في شهر رمضان من أشهر السنة من مطلع الفجر حتى غروب الشمس، والصيام يزكي النفس ويطهرها ويبعدها عن المعاصي، وفي هذا الشهر يتذكر المسلم الغني أخاه المسلم الفقير فتعطف قلوبهم عليهم، وقد أعطى الإسلام رخصة للمريض والمسافر والحامل ويجب على المسلم استخدامها عند الحاجة.

5- الحج: وهي الركن الأخير من أركان الإسلام وهي الحج إلى بيت الله الحرام في مكة المكرمة، وهو واجب على كل مسلم بالغ عاقل ويجب الحج مرة واحدة في العمر من استطاع إليه سبيلاً، ومن كانت لديه تكاليف السفر فائضة عن حاجته، وتجب عليه التوبة لتتطهر نفسه وتكون جاهزة للحج، وأن يعلم بأن الكعبة وما حولها لا تعبد من دون الله تعالى وأنها لا تنفع ولا تضر من دون الله تعالى.

وفي موسم الحج يلبس المسلم الحاج اللباس الخاص بالحج من القماش الأبيض الغير مخيط، فيقيم المسلم مناسك الحج مع باقي الحجاج من جميع أماكن العالم يعبدون الله عز وجل يرتدون نفس الرداء لا فرق بينهم جميعهم سواسية،لا يفرق بين المسلمين إلا بالتقوى، وفي ذلك قال الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في كتاب أرسله إلى عمرو بن العاص عامله على مصر آنذاك: “دع التأنق في لبس الثياب وكن لله لابساً ثوب الخوف والندم لو كان للمرء في أثوابه شرف ما كان يخلع أجملهن في الحرم”.

الإيمان

وفي نفس الحديث عن عمر رضي الله عنه عندما جاءه جبريل عليه السلام سأله عن الإيمان فقال: “قال: فأخبرني عن الإيمان، قال: أن تُؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره، قال: صدقت”، فانتقل جبريل عليه السلام من الأساس الأول للدين والمرتبة الأولى وهي الإسلام إلى المرتبة الثانية وهي الإيمان.

تعريف الإيمان

الإيمان لغة: هو من الأمن، وهو الاستقرار والابتعاد عن الخوف والاقتراب من الطمأنينة النفسية.

الإيمان اصطلاحاً: وهو أن يصدق الإنسان تصديقاً لا رجوع فيه بكل ما جاء به الرسول محمد صلَّى الله عليه وسلم وكل ما أخبر به الرسول الكريم، والإتباع لكل ما أمرنا به والامتناع عن كل ما نهانا عنه.

أركان الإيمان

1- الإيمان بالله: وهو التصديق التام بأن الله تعالى خالق كل شيء، وأنه تعالى الذي يستحق العبادة من دونه، من صلاة وصيام وعبادات، وأنه تعالى متصف بصفات الكمال كلها ومنزه عن النقص.

2- الإيمان بالملائكة: وهو التصديق التام بأن الملائكة عباد الرحمن، خلقوا من نور، لا يقومون بعصيان الله ما أمرهم ويفعلون ما يأمرهم به، قال تعالى: “لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ” (سورة التحريم:6)، ويتوجب على المسلم الإيمان بالملائكة وهم من العالم الخفي لا نستطيع رؤيتهم لكن القرآن الكريم والسنة الشريفة أخبرونا بوجوب الإيمان بهم حتى مع عدم رؤيتنا لهم.

3- الإيمان بالكتب السماوية: وهو التصديق التام أن جميع الكتب منزلة من عند الله عزَّ وجلَّ وأنها ليست من عند الأنبياء، وهناك كتب ذكرت في القرآن الكريم، وما لم تذكر في القرآن الكريم، فالتي ذكرت في القرآن الكريم التوراة والإنجيل والزُبر الصحف.

4- الإيمان بالرسل: وهو التصديق التام أن جميع الأنبياء المذكورون في القرآن الكريم بالاسم والذين لم يذكروا، بأنهم رسلٌ وأنبياء من عند الله عزَّ وجلَّ منزهون عن الكذب، وممن ذكر اسمه في القرآن الكريم، سيدنا إبراهيم وإسحاق و زكريا ونوح ولوط وموسى وعيسى عليهم السلام وغيرهم الكثير، وهم مؤيدون بمعجزات عديدة للإثبات بأنهم من عند الله عز وجل.

5- الإيمان باليوم الآخر: وهو التصديق التام بوجود يوم سوف يحاسب به جميع العباد ويحشرون بين يدي الله عز وجل ويذهب المؤمن للجنة ويحشر الكافر في النار.

6- الإيمان بالقدر خيره وشره: هو التصديق بأن كل ما يحدث في حياة الإنسان مكتوب له منذ ولادته وأنه مقدرٌ له بخيره وشره فيجب عليه القبول به مهما كان شكله فهو من عند الله عز وجل.

الإحسان

وفي نفس الحديث الشريف المروي عن النبي صلَّى الله عليه وسلم سأله جبريل -عله السلام عن الإحسان فقال له:فأخبرني عن الإحسان، قال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك”

تعريف الإحسان

وهي المرتبة الثالثة والأخيرة من مراتب الدين الإسلامي، وهي مرتبة موجودة في القلب من خلال الإخلاص بالعمل والقول مع الله عز وجل واستشعاره في جميع العبادات بأن الله عز وجل موجود في جميع الأوقات والأماكن فيجب على المسلم الإخلاص في العبادة لله عزَّ وجلَّ.

وفي الختام يتوجب على المسلم استشعار الدين بداخله من خلال إتباع الرسول الكريم عليه صلوات الله وسلامه والابتعاد عن نواهيه، للوصل إلى مراتب الدين الثلاثة ووضعها داخل قلب الإنسان من الإسلام بأركانه إلى الإيمان بأركانه إلى المرتبة العليا والمرتبة الأعظم وهي الإحسان لكي يستشعر جميع الأركان السابقة يتوجب عليه العيش بالإحسان واستشعاره.


شارك المقالة: