اقرأ في هذا المقال
- شرح عبارة (هو الّلفظ العَربي)
- الآيات التي ذُكر فيها نزول القرآن بالعربية
- ردّ شُبهة (وجود كلمات غير عربية في القرآن )
من المعروف أنّ القرآن الكريم هو أحد الكُتب السّماوية، وهو كلام الله المُنزل على النّبي محمد صلّى الله عليه وسلم ولعل أشمل التعريفات لكلمة ( القرآن الكريم ) بأنّه ” هو اللّفظ العربي المُعجز بلفظه ومعناه المُوحى به إلى النبي صلى الله عليه وسلم باللفظ العربي، والمُتعبّد بتلاوته، والمنقول بالتواتر، المكتوب قي المصاحف، المبدوء بسورة الفاتحة، المختوم بسورة الناس.
وهذا التعريف أجمع ما قاله علماء هذا الفنّ في هذا الباب .
شرح عبارة (هو الّلفظ العَربي)
اللفظ العربي: القرآن الكريم كلامٌ عربي فليس فيه إلّا اللغة العربية، قال تعالى ﴿بِلِسَانٍ عَرَبِیࣲّ مُّبِینࣲ﴾ [الشعراء ١٩٥]، وذلك لأسباب كثيرة منها أن تكون لغة الرسالة التي يحملها الرسول هي لغة قومه الذين يدعوهم الى إليها، وقد أكد الله في آيات كثيرة منها قوله تعالى ﴿وَمَاۤ أَرۡسَلۡنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوۡمِهِۦ لِیُبَیِّنَ لَهُمۡۖ فَیُضِلُّ ٱللَّهُ مَن یَشَاۤءُ وَیَهۡدِی مَن یَشَاۤءُۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡحَكِیمُ﴾ [إبراهيم ٤]
قال الإمام الطبري في تفسير عند قوله تعالى (إِلَّا بِلِسَانِ قَوۡمِهِ): وما أرسلنا إلى أمّة من الأمم يا محمد من قبلك ومن قبل قومك رسولاً إلا بلسان الأمة التي أرسلناه إليها ولغتهم، لقوله تعالى ﴿وَأَنذِرۡ عَشِیرَتَكَ ٱلۡأَقۡرَبِینَ﴾ [الشعراء ٢١٤) وقال تعالى ﴿وَهَـٰذَا كِتَـٰبٌ أَنزَلۡنَـٰهُ مُبَارَكࣱ مُّصَدِّقُ ٱلَّذِی بَیۡنَ یَدَیۡهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ ٱلۡقُرَىٰ وَمَنۡ حَوۡلَهَاۚ وَٱلَّذِینَ یُؤۡمِنُونَ بِٱلۡـَٔاخِرَةِ یُؤۡمِنُونَ بِهِۦۖ وَهُمۡ عَلَىٰ صَلَاتِهِمۡ یُحَافِظُونَ﴾ [الأنعام ٩٢]
وبلغ عدد الآيات الكريمة التي تؤكد نزول القرآن باللغة العربية أكثر من عشر آيات.
الآيات التي ذُكر فيها نزول القرآن بالعربية
- ﴿إِنَّاۤ أَنزَلۡنَـٰهُ قُرۡءَ ٰ نًا عَرَبِیࣰّا لَّعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ﴾ [يوسف ٢].
- ﴿وَكَذَ ٰلِكَ أَنزَلۡنَـٰهُ حُكۡمًا عَرَبِیࣰّاۚ وَلَىِٕنِ ٱتَّبَعۡتَ أَهۡوَاۤءَهُم بَعۡدَ مَا جَاۤءَكَ مِنَ ٱلۡعِلۡمِ مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن وَلِیࣲّ وَلَا وَاقࣲ﴾ [الرعد ٣٧] .
- ﴿وَكَذَ ٰلِكَ أَنزَلۡنَـٰهُ قُرۡءَانًا عَرَبِیࣰّا وَصَرَّفۡنَا فِیهِ مِنَ ٱلۡوَعِیدِ لَعَلَّهُمۡ یَتَّقُونَ أَوۡ یُحۡدِثُ لَهُمۡ ذِكۡرࣰا﴾ [طه ١١٣]
- ﴿قُرۡءَانًا عَرَبِیًّا غَیۡرَ ذِی عِوَجࣲ لَّعَلَّهُمۡ یَتَّقُونَ﴾ [الزمر ٢٨].
- ﴿كِتَـٰبࣱ فُصِّلَتۡ ءَایَـٰتُهُۥ قُرۡءَانًا عَرَبِیࣰّا لِّقَوۡمࣲ یَعۡلَمُونَ﴾ [فصلت ٣] .
- ﴿وَكَذَ ٰلِكَ أَوۡحَیۡنَاۤ إِلَیۡكَ قُرۡءَانًا عَرَبِیࣰّا لِّتُنذِرَ أُمَّ ٱلۡقُرَىٰ وَمَنۡ حَوۡلَهَا وَتُنذِرَ یَوۡمَ ٱلۡجَمۡعِ لَا رَیۡبَ فِیهِۚ فَرِیقࣱ فِی ٱلۡجَنَّةِ وَفَرِیقࣱ فِی ٱلسَّعِیرِ﴾ [الشورى ٧] .
- ﴿إِنَّا جَعَلۡنَـٰهُ قُرۡءَ ٰ نًا عَرَبِیࣰّا لَّعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ﴾ [الزخرف ٣].
- ﴿وَمِن قَبۡلِهِۦ كِتَـٰبُ مُوسَىٰۤ إِمَامࣰا وَرَحۡمَةࣰۚ وَهَـٰذَا كِتَـٰبࣱ مُّصَدِّقࣱ لِّسَانًا عَرَبِیࣰّا لِّیُنذِرَ ٱلَّذِینَ ظَلَمُوا۟ وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُحۡسِنِینَ﴾ [الأحقاف ١٢].
- ﴿وَلَقَدۡ نَعۡلَمُ أَنَّهُمۡ یَقُولُونَ إِنَّمَا یُعَلِّمُهُۥ بَشَرࣱۗ لِّسَانُ ٱلَّذِی یُلۡحِدُونَ إِلَیۡهِ أَعۡجَمِیࣱّ وَهَـٰذَا لِسَانٌ عَرَبِیࣱّ مُّبِینٌ﴾ [النحل ١٠٣]
فالله سبحانه وتعالى جعل القرآن عربي، فأنزله عربياً حتى يفقهوا معانيه ويفهموا مواعظه وعبره.
فقد حتى جاء [عن أنس بن مالك] فَأَمَرَ عُثْمانُ، زَيْدَ بنَ ثابِتٍ، وسَعِيدَ بنَ العاصِ، وعَبْدَ اللَّهِ بنَ الزُّبَيْرِ، وعَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ الحارِثِ بنِ هِشامٍ، أنْ يَنْسَخُوها في المَصاحِفِ، وقالَ لهمْ: إذا اخْتَلَفْتُمْ أنتُمْ وزَيْدُ بنُ ثابِتٍ في عَرَبِيَّةٍ مِن عَرَبِيَّةِ القُرْآنِ فاكْتُبُوها بلِسانِ قُرَيْشٍ، فإنَّ القُرْآنَ أُنْزِلَ بلِسانِهِمْ. فَفَعَلُوا. صحيح البخاري ٤٩٨٤.
وذكر ابن عبدالبر في كتابه التمهيد : عن كعب بن مالك: عن عبدِ اللهِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ كعبٍ الأنصاريِّ عن أبيه عن جدِّه أنَّه كان عند عمرَ بنِ الخطّابِ فقرأ رجلٌ من بعدِ ما رأَوُا الآياتِ ليسجُنُنَّه عتّى حينٍ فقال عمرُ: من أقرأكها، قال: أقرأنيها ابنُ مسعودٍ، فقال عمرُ: حَتّى حِينٍ وكتب إلى ابنِ مسعودٍ: أمّا بعدُ فإنَّ اللهَ أنزل القرآنَ بلسانِ قريشٍ فإذا أتاك كتابي هذا فأقرِئِ النّاسَ بلغةِ قريشٍ ولا تُقرِئْهم بلغةِ هُذَيلٍ، والسَّلامُ. التمهيد ٨/٢٧٨.
ردّ شُبهة (وجود كلمات غير عربية في القرآن )
اعترض بعض الناس على كلمات وُجدت فيها كلمات ظاهرها غيرعربي مثل ( إستبرق- سُندس، وغيرها )
أولاً : أنّها معرّبة :أي منقولة إلى العربية، وقد نقل الإمام السيوطي في مذهب أبي عبيد القاسم بن سلام المتوفى سنة (224هـ) بعد أن حكى القول بالوقوع عن الفقهاء والمنع عن أهل العربية أنّ هذه الحروف أصلها أعجمية، كما قال الفقهاء، لكنها وقعت للعرب فعرّبتها بألسنتها وحوّلتها من ألفاظ العجم إلى ألفاظها، فصارت عربية، ثم نُزل القرآن وقد اختلطت هذه الحروف بكلام العرب، فمن قال إنها عربية فهو صادق ومن قال إنها عجمية فصادق .(كتاب المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب ص 65)
ثانياً : أنّ عدد كلمات القرآن يتجاوز( 77439 ) كلمة تقريباً ونسبة الألفاظ المعربة 125 كلمة كما ذكر ذلك الإمام السيوطي في كتابه المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب (ص 113) فما نسبة هذا العدد القليل بين النسبة الكبيرة للكلمات.