مشاهد خشية النبي محمد - صلى الله عليه وسلم من الله عز وجل

اقرأ في هذا المقال


أدلة توضح مدى خوف الرسول وخشيته من الله عز وجل:

إن خشية النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وخوفه من الله سبحانه وتعالى، هو أمر قائم في قلبه وهو أمر ملازم له، لا يفارقه أبداً، ولكن مع كل ذلك فقد كانت الحوادث الكونية تؤثر في ذات النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فيظهر أثر هذا على وجهه النبي الشريف، حينها يهرع إلى العبادة وإلى الذكر، وهو ما روي عن أنس رضي الله عنه، قال: “كانت الريح الشديدة إذا هبت، عرف ذلك في وجه النبي صلى الله عليه وسلم”.
وعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: “كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى مخيلة في السماء، أقبل وأدبر، ودخل وخرج، وتغير وجهه، فإذا أمطرت السماء سري عنه، قالت عائشة: فسألته فقال: «ما أدري لعله كما قال قوم: ﴿فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ﴾”.
وعنها رضي الله عنها قالت: “ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجمعًا ضاحكًا حتى أرى منه لهواته، إنما كان يتبسم، قالت: وكان إذا رأى غيمًا أو ريحًا، عرف ذلك في وجهه، فقالت: يا رسول الله، أرى الناس إذا رأوا الغيم فرحوا، رجاء أن يكون فيه المطر، وأراك إذا رأيته، عرفتُ في وجهك الكراهية، قالت: فقال: «يا عائشة، ما يؤمنني أن يكون فيه عذاب، قد عذب قوم بالريح، وقد رأى قوم العذاب فقالوا: هذا عارض ممطرنا»”.
وفي الأحاديث التي تتحدث عن ذلك هو ما روي عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال: “خسفت الشمس، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فزعًا يخشى أن تكون الساعة، فأتى المسجد، فصلى بأطول قيام وركوع وسجود رأيته قط يفعله، وقال: «هذه الآيات التي يرسل الله، لا تكون لموت أحد، ولا لحياته، ولكن يخوف الله بها عباده، فإذا رأيتم شيئًا من ذلك، فافزعوا إلى ذكره ودعائه واستغفاره»”.
وعن الصحابية الجليلة أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما، قالت: “كسفت الشمس على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ففزع، فأخطأ بدرع، حتى أدرك بردائه بعد ذلك”.

وكان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يبكي من خوفه وخشية من الله عز وجل، وهو ما روي عن عبدالله بن مسعود قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرأ عليَّ» قال: قلت: أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: «إني أشتهي أن أسمعه من غيري» قال: فقرأت النساء، حتى إذا بلغت ﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا﴾ قال لي: «كفَّ، أو أمسك» فرأيت عينيه تذرفان”. وكيف لا، وهو الذي قال: “عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله”.


شارك المقالة: