مصير القائد العام لهوازن مالك بن عوف في غزوة حنين

اقرأ في هذا المقال


مصير القائد العام لهوازن مالك بن عوف في غزوة حنين:

كان القائد العام الملك مالك بن عوف النصري ملك جيوش هوازن وقائدها، فبعد أن تأكّد أنّه خسر في المعركة نهائياً، حينها انهزم ومن ثمّ انسحب من الميدان، ومن ساحة الحرب في كوكبة من الفرسان كانت معه، هم كبار قادته، وكبار هيئة أركان حربه وحرسه وجيشه.

وكان الذي تولى مطاردة مالك وصحبه، هو الصحابي الجليل الزبير بن العوام رضي الله عنه في الخيل، وقد ذكر المؤرخون أن القائد العام الملك قائد جيش هوزان مالك بن عوف، لمّا رأى أنّ الصحابي الجليل الزبير بن العوام رضي الله عنه هو الذي يتولى مطاردته (وكان الصحابي الجليل الزبير بن العوام يعد من أشجع الفرسان).

نزل القائد الملك مالك بن عوف عن فرسه، ومن ثمّ اختفى بين الأشجار وذلك في الشعاب حتى لا يقع أسيراً في يد الصحابي الجليل الزبير بن العوام، لأنّ مالكاً يعلم أنّ الزبير بن العوام لن يتركه يفلت من يده.

فقد جاء في كتب التاريخ والسير أنّ القائد الملك مالك بن عوف بعد أن انهزم، وقف على مرتفع من الأرض وكان معه فرسان من أصحابه، فأمرهم بأن يقفوا ويبقوا مكانهم حتى يمر الضعفاء ومن استطاع النجاة من الذراري، قائلاً حينها مالك بن عوف: “قفوا حتى يمضي ضعفاؤكم حتى تلتئم أخراكم” .

وبعد أن مرّ الضعفاء وأصبحوا بمنجى في مرتفعات الجبال قال القائد الملك مالك بن عوف لأصحابه طالباً منهم الاستطلاع: “أنظروا ماذا ترون ؟ قالوا: نرى قوماً على خيولهم واضعين رماحهم على آذان خيولهم، قال: ( وكان خبير عسكريا واسع الاطلاع على عادات القبائل ) أولئك إخوانكم بنو سلیم وليس عليكم منهم بأس”.

ثم قال القائد الملك مالك بن عوف: “انظروا ، ماذا ترون؟ قالوا: نرى رجالاً أكفالاً قد وضعوا رماحهم على أكفال خيولهم قال القائد الملك مالك بن عوف: تلك الخزرج، وليس عليكم منهم بأس، وهم سالكون طريق إخوانهم” .

ثم قال مالك بن عوف: “انظروا، ماذا ترون؟ قالوا: نری قومة كأنّهم الأصنام على الخيل، قال مالك بن عوف: تلك کعب بن لؤى وهم مقاتلوكم”.

ثم قال القائد مالك: “انظروا ماذا ترون ؟ قالوا: نرى رجلاً بين رجلين معلماً بعصابة صفراء، يخبط برجليه الأرض واضعاً رمحه على عاتقه، قال: ذلك ابن صفية، الزبير بن العوام، وأيم الله لينزلنكم عن مكانكم”.

وفعلاً هذا ما كان، فقد هاجم الصحابي الجليل الزبير بن العوام رضي الله عنه، القائد الملك مالك بن عوف وصحابته حتى كاد يطوقهم، فلما غشيت مالكاً الخيل نزل عن فرسه مخافة أن يقع في الأسر في يد الزبير بن العوام ، ثم أخذ يلوذ ويتستر بالشجر کي لا يراه أحد من أصحاب الصحابي الجليل الزبير بن العوام، ومن ثم سلك في يسوم، وهو جبل بأعلى نخلة، فأعجزهم هرباً، حيث ما زال قائد جيش هوازن وملكها موغلاً في الهرب، حتى أنّه قد وصل وادي لية، وهناك تحصن مالك بقصر له، وقد بلغ الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف تحصن القائد الملك مالك بن عوف وذلك في قصر ليّة.

فلم يأمر بتعقبه أو حتى إزعاجه، وذلك لأنّه كان يطمع في أن يهديه الله سبحانه وتعالى لدين الله الإسلام، وفعلاً كان هذا، حيث بعث النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم  إلى ملك هوازن وقائدها مالك بن عوف مبعوثاً خاصاً پبلغه أنّ الرسول  محمد صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف سيعفى عنه، وسيعيد إليه أهله وأمواله إن هو دخل في دين الله الإسلام، فأسلم حينها القائد الملك مالك بن عوف النصري ومن ثم حسن إسلامه وأصبح خير عون لدين الله الإسلام في محاربة من تبقى على الشرك.

وهذا هو المصير العام لقائد جيش هوازن القائد مالك بن عوف وما حصل له بعد أن علم أنّه مهزوم، ومن ثم هرب إلى قصر له حتى يتحصن به، عاد إلى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم مسلماً وداخلاً في دين الله الإسلام، وذلك بعد أن أعطاه النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الأمان، وأن يعيد له كل ما يريد شريطة دخوله في دين الله الإسلام.


شارك المقالة: