معجزة إكثار الطعام للنبي محمد:
المعجزة: هو أمر خارق للعادة لا يستطيع أحد أن يفعله إلا إذا كان نّبي أو رسول لأنَّه مؤيد من الله سبحانه وتعالى، والمعجزة هو أمر مربوط بتحدٍ (تحدي)، وسُميت بهذا الأسم لعجز البشر أو لعدم مقدرتهم على أن يأتوا بمثل تلك المعجزة، والمعجزة عبارة عن دلائل واضحة على صدق من يأتي بها، وشرط تلك المعجزة هو أن تكون مُطابقة وممثالة لدعوة رسالة صاحب تلك المعجزة، حيث قد ظهر عن النّبي الكريم محمد صلّى الله عليه وسلم العديد من المعجزات الكثيرة ومتواترة مثل معجزة الإسراء والمعراج، ومعجزة نسج العنكبوت في الغار عند الهجرة وغيرها العديد من المعجزات.
وممّا قد حصل أنَّ أصحاب رسول الله محمد صلّى الله عليه وسلم عندما أصابهم الجوع في غزوة تبوك استأذنه الصحابة الكرام رضوان الله عليهم في نحر ظهورهم، فطلب منهم الرسول الكريم في أن يأتوه بفضل أزوادهم، فدعا النّبي فيه بالبركة، ثم قال النّبي: “خذوا في أوعيتكم، فأخذوا في أوعيتهم، حتى ما تركوا في العسكر وعاءً إلّا ملؤوه، فأكلوا حتى شبعوا وفضلت فضلة” ) متفق عليه، وهذا لفظ مسلم .
ومنها أيضاً ما حدث مع الصحابي أبي طلحة عندما دعا رسول الله صلّى الله عليه وسلم لطعام في بيته، فجاء الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ومعه أصحابه الكرام، فدعا في الطعام، ثمَّ قال: “ائذن لعشرة، فأذن لهم، فأكلوا حتى شبعوا، ثم خرجوا، ثم قال: ائذن لعشرة، فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا، ثم خرجوا، ثم قال: ائذن لعشرة، فأذن لهم، فأكلوا حتى شبعوا، ثم خرجوا، ثم قال: ائذن لعشرة، فأكل القوم كلهم، وشبعوا، والقوم سبعون أو ثمانون رجلا ً” متفق عليه، واللفظ للبخاري .
ومن أعجب ما قد روى في تلك المعجزة هو ما ثبت في سنن الترمذي عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه قال : ” أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بتمرات، فقلت يا رسول الله: ادع الله فيهن بالبركة، فضمهنّ، ثم دعا لي فيهنّ بالبركة، وقال: خذهنّ وأجعلهنّ في مزودك هذا، أو في هذا المزود، كلما أردت أن تأخذ منه شيئاً، فأدخل فيه يدك، فخذه ولا تنثره نثراً، قال أبو هريرة : فقد حملت من ذلك التمر كذا وكذا من وسق في سبيل الله، فكنّا نأكل منه ونطعم، وكان لا يفارق حقوي حتى كان يوم قتل عثمان، فإنّه انقطع “ رواه الترمذي ، وحسنه الألباني.