معجزة إبراء المرضى:
المعجزة: هو أمر خارق للعادة لا يستطيع أحد أن يفعله إلا إذا كان نبي أو رسول لأنّه مؤيد من الله سبحانه وتعالى، والمعجزة هو أمر مربوط بتحدٍ (تحدي)، وسُميت بهذا الاسم لعجز البشر أو لعدم مقدرتهم على أن يأتوا بمثل تلك المعجزة، والمعجزة عبارة عن دلائل واضحة على صدق من يأتي بها، وشرط تلك المعجزة هو أن تكون مُطابقة وممثالة لدعوة رسالة صاحب تلك المعجزة، حيث قد ظهر عن النّبي الكريم محمد صلّى الله عليه وسلم العديد من المعجزات الكثيرة ومتواترة مثل معجزة الإسراء والمعراج، ومعجزة نسج العنكبوت في الغار عند الهجرة وغيرها العديد من المعجزات.
فمن هذه المواقف ما حصل مع الصحابي الجليل سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه يوم خيبر، حين قال النّبي الكريم محمد – صلّى الله عليه وسلم – : “لأعطين هذه الراية رجلاً يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله “، حينها بات الناس تلك الليلة يتساءلون من هو صاحب تلك الراية، وفي وقت الصباح ذهبوا إلى رسول الله – صلّى الله عليه وسلم – لمعرفة من سيكون له ذلك الفضل، فإذا بالنّبي الكريم محمد – صلّى الله عليه وسلم- يسأل عن الصحابي سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فذكروا للنّبي أنّ سيدنا علي بن أبي طالب مصاب بالرَّمد، فأرسل الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم- في طلب سيدنا علي، وعندما حضر سيدنا على عنده فتفل الرسول محمد في عينيه ومن ثم دعا له، فشفاه الله سبحانه وتعالى ببركة النّبي الكريم محمد صلّى الله عليه وسلم، واستلم الراية سيدنا علي بن أبي طالب، ومن ثم قاتل حتى فتح الله تعالى على يديه، والحديث بتمامه في الصحيحين.
وكان للنبي معجزات غير علاج الأمراض الحسّية، فقد كان للنّبي الكريم محمد – صلّى الله عليه وسلم – معجزة علاج الأمراض المعنوية أيضاً، ومن تلك القصص هو قصة الشاب الذي جاء إلى النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – يستأذنه في الزنا، حينها وضع النّبي محمد- عليه الصلاة والسلام – يده الشريفة على صدره وقال: ” وقال اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه “ رواه أحمد ، حينها أزال الله تعالى من قلب ذلك الشاب طغيان الشهوة، فلم يعد ذلك الشاب يلتفت إلى النساء.
كما ردّ الرسول الكريم محمد صلّى الله عليه وسلم عين قتادة بن النعمان الأنصاري رضي الله عنه حينما فقئت( قَلَعَهَا، ثَقَبَهَا، شَقَّهَا) عينه في يوم غزوة أحد، فكانت عينه المردودة أقوى نظراً وجمالاً من العين الصحيحة التي كانت قبل أن تثقب.