معجزة انشقاق القمر:
مفهوم المعجزة:
المعجزة: هو أمر خارق للعادة لا يستطيع أحد أن يفعله إلا إذا كان نبي أو رسول لأنّه مؤيد من الله سبحانه وتعالى، والمعجزة هو أمر مربوط بتحدٍ (تحدي)، وسُميت بهذا الأسم لعجز البشر أو لعدم مقدرتهم على أن يأتوا بمثل تلك المعجزة، والمعجزة عبارة عن دلائل واضحة على صدق من يأتي بها، وشرط تلك المعجزة هو أن تكون مُطابقة وممثالة لدعوة رسالة صاحب تلك المعجزة، حيث قد ظهر عن النّبي الكريم محمد صلّى الله عليه وسلم العديد من المعجزات الكثيرة ومتواترة مثل معجزة الإسراء والمعراج، ومعجزة نسج العنكبوت في الغار عند الهجرة وغيرها العديد من المعجزات.
انشقاق القمر:
معجزة انشقاق القمر في عهد النبي محمد هي من المعجزات التي أيّد الله سبحانه وتعالى بها نبيه الكريم محمد صلّى الله عليه وسلّم، وهي الواقعة التي انشقّ القمر فيها إلى شقين ( حدث انقسام فيه)، حتى أنّ هناك من بعض الصحابة الكرام رضوان الله عليهم شاهد جبل حراء بين هذين الشقين.
وكان وقوع تلك الحادثة أو تلك المعجزة قبل هجرة النبيّ المصطفى محمد صلّى الله عليه وسلّم إلى المدينة المنوّرة؛ وكان هذا عندما طلب كفّار والمشركين في مكّة المكرمة من النبيّ الكريم محمد -صلّى الله عليه وسلّم- آيةً تدلّ وتبين وتظهر وتثبت صدق دعوته ونبوته وأنّه نبي من عند الله سبحانه وتعالى، كما قيل ذلك في الحديث النبويّ الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه: “أنَّ أهلَ مكَّةَ سألُوا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنْ يُريَهُم آيَةً، فأراهُمُ القمَرَ شِقَّينِ، حتى رأوْا حِراءً بَينهُما”.
وتعتبر معجزة انشقاق القمر هي إحدى علامات الساعة (علامات يوم القيامة) وهي التي أخبر بها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وأخبر بوقوعها، فقال النبي: “خمسٌ قد مَضَيْنَ: الدخانُ، والقمرُ، والرومُ، والبطشةُ، واللِّزَامُ، فسوف يكون لزاما”، وقد ورد ذكر تلك الحادثة أيضاً في كتاب الله القرآن الكريم مقروناً باقتراب يوم القيامة، فقال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ)، أمّا بالنسبة للكفار والمشركين؛ فقد كان موقف الكفار كما هو معروف منهم تجاه ما يأتيهم به النبيّ الكريم محمد -صلّى الله عليه وسلّم- من التكذيب والإعراض عن كل ما يأتي به، ووصف النبيّ الكريم محمد-صلّى الله عليه وسلّم- بالساحر.