معجزة نبع الماء من بين أصابع النبي:
المعجزة: هو أمر خارق للعادة لا يستطيع أحد أن يفعله إلا إذا كان نّبي أو رسول لأنه مؤيد من الله سبحانه وتعالى، والمعجزة هو أمر مربوط بتحدٍ (تحدي)، وسُميت بهذا الأسم لعجز البشر أو لعدم مقدرتهم على أن يأتوا بمثل تلك المعجزة، والمعجزة عبارة عن دلائل واضحة على صدق من يأتي بها، وشرط تلك المعجزة هو أن تكون مُطابقة وممثالة لدعوة رسالة صاحب تلك المعجزة، حيث قد ظهر عن النّبي الكريم محمد صلّى الله عليه وسلم العديد من المعجزات الكثيرة ومتواترة مثل معجزة الإسراء والمعراج، ومعجزة نسج العنكبوت في الغار عند الهجرة وغيرها العديد من المعجزات.
معجزة نبع الماء من بين أصابع النّبي الكريم محمد صلّى الله عليه وسلم كانت من بين المعجزات التي أكرم الله سبحانه وتعالى بها نّبيه الكريم المصطفى محمد صلّى الله عليه وسلم ، وقد تكرر حصول هذه المعجزة أكثر من مرة من النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وفي أحداث مختلفة ومتباينة، حيث رأى هذا الصحابة الكرام رضوان الله عليهم هذه المعجزة من النبي، وقاموا بنقله إلينا بشكل واضح.
فمن ذلك ما جرى في يوم صلح الحديبية، فيما رواه الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما حيث قال: “عطش الناس يوم الحديبية والنبي صلى الله عليه وسلم بين يديه ركوة- إناء من جلد-، فتوضأ، فجهش-أسرع- الناس نحوه، فقال: ما لكم؟ قالوا: ليس عندنا ماء نتوضأ ولا نشرب إلّا ما بين يديك، فوضع يده في الركوة، فجعل الماء يثور بين أصابعه كأمثال العيون، فشربنا، وتوضأنا، قلت: كم كنتم؟ قال: لو كنّا مائة ألف لكفانا، كنا خمس عشرة مائة”. متفق عليه، واللفظ للبخاري .
وأيضاً ممّا حدث بالزوراء (وهو مكان قرب السوق في المدينة المنورة) ممّا نقله الصحابي الجليل أنس رضي الله عنه، قال: “أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بإناءٍ وهو بالزوراء، فوضع يده في الإناء، فجعل الماء ينبع من بين أصابعه، فتوضأ القوم، قال قتادة : قلت لأنس: كم كنتم؟ قال: ثلاثمائة، أو زهاء ثلاثمائة “. متفق عليه، واللفظ للبخاري .