كلمة الأحرف السَّبعة وما المراد منها، هي عبارة عن : سبعة أوجه في الاختلاف ورسم في القراءة واحد، وهو ما ذهب إليه الإمام ابن قتيبة وأبو الفضل الرَّازي، ومعهم ابن الطيب، وقد استحسنه ابن الجزري رحمهم الله تعالى.
أوجه الأحرف السبعة :
- اختلاف الأسماء من تثنية ،إفراد، وجمع وتذكير، وتأنيث مثل قوله تعالى ﴿وَٱلَّذِینَ هُمۡ لِأَمَـٰنَـٰتِهِمۡ وَعَهۡدِهِمۡ رَ ٰعُونَ﴾ [المؤمنون ٨] فقد قرئت (لأمانتهم)
- اختلاف في تصريف الأفعال، من مضارع ، ومضارع، وأمر، مثل قوله تعالى ﴿فَقَالُوا۟ رَبَّنَا بَـٰعِدۡ بَیۡنَ أَسۡفَارِنَا وَظَلَمُوۤا۟ أَنفُسَهُمۡ فَجَعَلۡنَـٰهُمۡ أَحَادِیثَ وَمَزَّقۡنَـٰهُمۡ كُلَّ مُمَزَّقٍۚ إِنَّ فِی ذَ ٰلِكَ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّكُلِّ صَبَّارࣲ شَكُورࣲ﴾ [سبأ ١٩] فقد قرئت (ربنا بَعّدَ).
- اختلاف في وجوه الإعراب مثل قوله تعالى ” وَلَا یُضَاۤرَّ كَاتِبࣱ وَلَا شَهِیدࣱۚ وَإِن تَفۡعَلُوا۟ فَإِنَّهُۥ فُسُوقُۢ بِكُمۡۗ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَۖ وَیُعَلِّمُكُمُ ٱللَّهُۗ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَیۡءٍ عَلِیمࣱ﴾ [البقرة ٢٨٢] فقد قُرئت ( ولا يُضارَّ)
- الاختلاف في النقص والزيادة مثل قوله تعالى ﴿وَمَا خَلَقَ ٱلذَّكَرَ وَٱلۡأُنثَىٰۤ﴾ [الليل ٣] فقد قُرئت (والذَّكر والأنثى) بنقص عند كلمة (ما خلق)
- الاختلاف في التقديم والتأخير، في قوله تعالى ﴿وَجَاۤءَتۡ سَكۡرَةُ ٱلۡمَوۡتِ بِٱلۡحَقِّۖ ذَ ٰلِكَ مَا كُنتَ مِنۡهُ تَحِیدُ﴾ [ق ١٩] فقد قرئت ( وجاءت سكرة الحق بالموت )
- الاختلاف في الإبدال، وذلك مثل قوله تعالى (وَٱنظُرۡ إِلَى ٱلۡعِظَامِ كَیۡفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكۡسُوهَا لَحۡمࣰاۚ فَلَمَّا تَبَیَّنَ لَهُۥ قَالَ أَعۡلَمُ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرࣱ﴾ [البقرة ٢٥٩] فقد قرئت (ننشرها) بالراء .
- اختلاف اللغات– اللهجات –مثل : الترقيق والتفخيم، والفتح والإمالة، والإظهار والإدغام كقوله تعالى ﴿وَهَلۡ أَتَىٰكَ حَدِیثُ مُوسَىٰۤ﴾ [طه ٩] فقد قرئت بالفتح والإمالة في كلمة (أتى) وكلمة (موسى )
مصير الأحرف السبعة
من المعروف أنَّ الأحرف السبعة لا زالت حتى يومنا هذا، وستبقى بإذن الله كذلك ؛ والسَّبب لأنَّها ترجع إلى سبب واحد وهو الاختلافُ في الألفاظِ مع اتحاد المعاني، وليس اختلاف اللغات، بل ترجع إلى أمور بسيطة جداً، وهذه الأمور هي ما يحتملها رسم كتاب الله الكريم، على ما تمت كتابته بالنسخة الأصلية دون إعجام او حركات، وقد رجَّح الإمام ابن الجرزي صحَّة هذا الرأي، وذلك لقوَّة الدلة التي تثبت صحَّة ذلك، فيقول في هذا الموضوع كلام جميل ( والمصاحف العثمانية مشتملة على ما يحتمله رسمها من الأحرف فقط، جامعة للعرض الأخيرة التي عرضها النبي صلى الله عليه وسلم على جبريل عليه السلام، قد تضمنتها ولم تترك حرف واحد )