حياة كل من هود وصالح عليهما السلام

اقرأ في هذا المقال


هود وصالح عليهما السلام:

هناك فروق موضوعية ومحدودةً بين قوم هود عليه السلام وقوم صالح عليه السلام وتظهر تلك الفروق في عدة أشياءٍ محدودة مثل النسب وزمن البعثة ومن حيث الأقوام التي بُعثوا فيها.

  • النسب:
    إنّ الله تعالى نسبَ كلُ نبيٍ من الأنبياء إلى قومه، فقد نسب هوداً إلى قومه عاد، فقال تعالى: “وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا” الأعراف:65. وقد نسب الله تعالى نبيه صالحاً لقومه، فقال تعالى: “وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا” هود:61. أما هود فهو: هود بن عبد الله بن رباح بن الخلود بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام. وأما صالح فهو: صالح بن عبد ماسح بن عبيد بن حاجر بن ثمود بن عابر بن إرم ابن سام بن نوح عليه السلام.
    ونلاحظ بعد عرضنا لهذه الآيات أن الله تعالى قد نسب كل من هود وصالح عليهما السلام إلى جدهم الأكبر عاد وثمود، وفي الرواية التاريخية نجد أنّ كلاً من النبيين عليهما السلام يلتقيان في النسب عند إرم بن سام بن نوح عليه السلام، ومن هنا نستطيع أن نقول بأن هوداً وصالحاً عليهما السلام يعود نَسبهما إلى نبي الله تعالى نوح عليه السلام.
  • زمن البعثة:
    لما بعث الله تعالى هوداً وصالحاً عليهما السلام للناس مبشرين ومنذرين لأقوامِهما، فإننا نجد أن نبي الله هوداً عليه السلام هو الأسبق في البعثة، وأن الله قد اختاره قبل نبيه صالح عليه السلام، فقد بعثه الله تعالى لقومه عاد، فهو أخوهم في النسب وهو من قوم عاد، فقال تعالى عن السبق في البعثة حسب الترتيب الزمني للأقوام. فقال تعالى: “أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ ۚ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ” التوبة:70.
    فالترتيبُ القرآني يثبتُ لنا أن للنبيّ هود عليه السلام السبق في البعثة والنبوة على نبي الله صالح عليه السلام، ويذكر ابن كثير أن هوداً عليه السلام أول من نطق وتحدث بالعربية. أما صالح عليه السلام، فلم يكن له السبق في النبوة والبعثة على هود عليه السلام، وقد بعثه الله تعالى بعد هود عليه السلام لقومه ثمود، وكان من أشرافهم نسباً، فقد أرسله الله تعالى إلى ثمود يدعوهم إلى عبادة الله وحده، وترك عبادة الأصنام، وهذا بعد عام عاد قوم هود عليه السلام، وقيل أنه بُعث للعرب كما أبلغتنا كتب التاريخ، وكان قوم ثمود يرجون أن يكون صالحاً عليه السلام سيداً عليهم؛ لأنه كان صاحب رأيٍ فيهم، فقال تعالى: “قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَٰذَا ۖ أَتَنْهَانَا أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ” هود:62.
    وذكر الصابوني في تفسير قول الله تعالى: “قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَٰذَا” هود:62. أي كنا نرجو أن تكون فينا سيّداً لما عندك من الرأي والمشورة والحكمة قبل تلك المقولةِ فلما قالوها انقطع الرجاء.
    وهذه الآية تدل على تقدم هود على قوم صالح في الترتيب الزمني، وأن قوم ثمود كانوا بعد قوم عاد، فقال تعالى: “أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ ۚ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ” التوبة:70.
  • من حيث الأقوام الذين بعثوا فيها:
    إن القارئ لكتاب الله تعالى يجد أن الله قد أخبر رسوله محمد عليه الصلاة والسلام بعثة الأنبياء عليهم السلام وقد بين الله تعالى الأقوام الذين بعث فيهم الأنبياء، فإبراهيمُ عليه السلام بعثهُ الله لقومه رسولاً ليُخرجخم من الظلمات إلى النور، ومن عبادة الأصنام إلى عبادة الله وحده ولا يشركوا به شيئاً فهذا منهج الأنبياء من لدن آدم إلى محمد عليه الصلاة والسلام وموسى عليه السلام بُعث نبياً إلى بني إسرائيل ونحن بصدد الحديث عن الأقوام الذين بُعث فيهم أنبياء الله هوداً وصالحاً عليهما السلام، فنبيّ الله هود عليه السلام بعث إلى قوم عاد وهم قومه الذي عاش فيهم، وكان منهم، فبعثهُ الله فيهم نبياً يدعوهم إلى عبادة الله وحده، فقال تعالى: “وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۚ أَفَلَا تَتَّقُونَ” الأعراف:65.

شارك المقالة: