مقتلة ثقيف وقتل قائدها في غزوة حنين

اقرأ في هذا المقال


مقتلة ثقيف وقتل قائدها في غزوة حنين:

تعد قبيلة ثقيف بطن من بطون هوازن وجيشها أيضاً، وقد حضرت ثقيف في يوم واقعة غزوة حنين، وكانت رايتها مع قارب بن الأسود.

واكثر القتل في جيش هوازن، وصبرت بنو مالك من قبيلة ثقيف، وصاحب رايتهم قارب بن الأسود بن مسعود، فإنّه (كما قال الواقدي ): “لمّا انهزم الناس أسند رايته إلى شجرة، وهرب هو وبنو عمه من الأحلاف، فلم يقتل منهم إلّا رجلان، من بني غية (وهب، واللجلاج)”.

وقال الرسول صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف حين بلغه قتل اللجلاج: “قتل اليوم سيد شبان قبيلة ثقيف، إلا ما كان من ابن هنيدة”.

قالوا: “وكانت راية بني مالك مع ذي الخمار، فلما انهزمت هوازن وجيشها تبعهم جيش المسلمين وجندها، وأحصى القتلى من قبيلة ثقيف فوجد أنّه وحدهم قريب من مائة رجل تحت الرايات، بينهم عثمان بن عبد الله، فقاتل بها ملية، وجعل يحث قبيلتا ثقيفاً وهوازن على القتال حتى قتل، وكان اللجلاج رجلاً من بني كنة، وقال نبي الله صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف لأخي بني كنة: هذا الرجل سيد شبَّان كنة، فلما قتل عثمان بن عبد الله “.

قال نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف – لمّا بلغه مقتله -: “أبعده الله سبحانه وتعالى فإنه كان يبغض قريشاً”، وكانت راية ثقيف حينها مع ذي الخمار واسمه ( عوف بن الربيع )، فلما قتل أخذها عثمان بن عبد الله فقاتل حتى قتل.

قالوا: “وكنَة التي منها اللجلاج القتيل والذي قال النبي صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف: إنّه هذا الرجل سيد شباب كنة”، كنة هذه امرأة من غامد وهي يمانية، قد ولدت في قبائل العرب قديماً، وكانت أمة فأعتق حينها الحارث كل مملوك من بني كنة، فقال له الصحابي الجليل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه في خلافته: “أيسرُّك أنّ أهل بيت عامر بن الطفيل وعلقمة بن علاثة مكان كنة؟ فقال: يا أمير المؤمنين، لوددت أن ذلك كذلك، فقال عمر رضي الله عنه: ليت أمي كنة وأن الله رزقني من برها ما رزقك، وكان أبر الناس بأمه رضي الله عنه، ما كانت تأكل طعاماً إلا من يده، ولا يغسل رأسها إلّا هو، ولا يسترح رأسها إلّا هو”.

وتحدث شيوخ ورجال من قبيلة ثقيف دخلوا في دين الله الإسلام، وكانوا ممّن قد حضروا واقعة غزوة حنين، وانهزموا فيمن انهزم الجيش، حتى وصلوا الطائف ودخلوا حصتهم، وهم يرجفون من الرعب والخوف.

فقالوا: “ما زال نبي الله صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف في طلبنا فيما نرى، ونحن مولون، حتی إنّ الرجل منا ليدخل حصن الطائف وإنّه ليظنّ أنّه على أثره من رعب الهزيمة”.

وقد كان مقتل سيد ثقيف الذي يسمى عثمان بن عبد الله على يد الصحابي الجليل عبد الله بن أبي أمية رضي الله عنه، فبلغ حينها ذلك نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف فقال: “يرحم الله عبد الله بن أبي أمية، وأبعد الله عثمان بن عبد الله بن ربيعة فإنه كان يغض قبيلة قریش”.

ولمّا بلغ ذلك الصحابي الجليل عبد الله بن أبي أميّة دعاء نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف له بالرحمة قال: “إني لأرجو أن يرزقني الله الشهادة في وجهي هذا”، فقتل في حصار مدينة الطائف، وقال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف: “لولا ابن جثامة الأصغر لفضحت الخيل اليوم “.

وروى الامام زياد بن العلاء عن زياد العدوى أنه قال: “يا أبا حمزة هل غزوت مع نبي الله صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف ؟ قال: نعم غزوت يوم حنين، فخرج المشركون بكرة فحملوا علينا حتى رأينا خيلنا وراء ظهورنا في المعركة، وفي المشركين رجل يحمل علينا فيدقنا ويحطمنا، فلما رأى ذلك نبي الله صلى الله عليه وسلم الكريم نزل فهزمهم الله، فقام نبي الله صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف حين رأى الفتح، فجعل منهم أسارى رجلاً وراء رجل، فبايعوا على الإسلام، فقال رجل من أصحاب نبي الله صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف: إنّ على نذر الفن جيء بالرجل الذي كان منذ اليوم يحطمنا، لأضرینّ عنقه، قال: فسكت نبي الله صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف، وجيء بالرجل، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف قال: يا رسول الله تبت إلى الله، قال: وأمسك رسول الله صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف عن أن يبايعه ليوفِ الآخر نذره، قال: وجعل ينظر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف ليأمره بقتله، وهاب نبي الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم عن أنه لا يصنع شيئا بايعه، فقال: يا نبي نذري، قال: لم أمسك عنه منذ اليوم إلا لتوف نذرك، فقال: يا نبي الله صلى الله عليه وسلم، ألا أومأت إليَّ؟ فقال: إنّه ليس لنبي الله أن يومئ”.

وقد روى البيهقي عن الشعبي عن الحارث بن بدل النصري عن رجل من قومه شهد يوم واقعة حنين وعمرو بن سفيان الثقفي قالا: “انهزم المسلمون وجيشهم يوم واقعة معركة حنين، فلم يبق مع نبي الله صلى الله عليه وسلم إلا عباس وأبو سفيان بن الحرث، قال: فقبض نبي الله صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف قبضة من الحصباء فرمى بها في وجوههم، قال: فانهزمنا، فما خيل إلينا إلّا أنّ كل حجر أو شجر فارس يطلبنا، قال الثقفي: فأعجزت على فرسي حتي دخلت الطائف”.


شارك المقالة: