سبب إختيار زيد بن ثابت لجمع المصحف .
سيدنا زيد بن ثابت من الصحابة البارزين في جمع المصحف في عهد أبي بكر الصديق، وهو الصحابي الجليل زيد بن ثابت الأنصاري، وهو حِب النبي صلى الله عليه وسلم، وكان من كتبة الوحي، وكان من أعلم الصحابة بعلم الفرائض حيث قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم” أفرضكم زيد” رواه الحاكم في المستدرك.
وهو أحد الأربعة الذين قاموا بجمع المصحف في عهد سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه .
قام سيدنا رضي الله عنه بجمع القرآن بطريقة حكيمة ومنهج قويم دقيق قام بوضعه أبو بكر الصديق، وقام بمساعدته في تنفيذه الفاروق سيدنا عمر بن الخطاب، رضي الله عنهم.
أخرج ابن أبي داود: أنَّ أبا بكر رضي الله قال لعمر وزيد رضي الله عنهما: أقعدا على باب المسجد، فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب فاكتباه(الاتقان في علوم القرآن -1/183)
أين كانت الصُحف ؟
استغرق الجمع والعمل الذي قام به سيدنا زيد رضي الله عنه سنة كاملة تقريبا، كما ذكر ذلك أهل هذا الفن، في علم القرآن، وعندما أكتمل عمله وأخرج تلك الصحف، استقبلها الناس بالعناية الفائقة، فقام بحفظها أبو بكر الصديق في بيته بقية حياته، إلى أن توفي رضي الله عنه ، ثمَّ انتقلت الى بيت الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه طول مدَّت خلافته، ثمّ إلى بيت أمِّنا السيدة الطاهرة حفصة أم المؤمنين بنت الفاروق عمر، حيث كان قد أوصى بذلك، والسَّبب أنَّ الخليفة الذي بعده لم يكن معروفاً آنذاك.
مزايا الصُحف .
- أنَّه تمَّ جمعها بجميع آيات وسور القرآن، على دقة من البحث والدقَّة والتحري، والسلامة في التثبيت العلمي.
- أنَّه تمَّ الاقتصار فيها على ما لم يتم نسخ تلاوته، مثال ” آية الرجم” حيث تمَّ نسخ تلاوتها.
- أنَّها حصلت على إجماع الامة وتواتر كل ما فيها، وتمَّ الإعلان فيها أمام الجميع وعلى رأسهم كبار الصحابة، ولم يعترض أحد.
- لقد كان هذا العمل العظيم منقبة من مناقب الخليفة الصديق عندما قام بجمعه في صحف، وقد قال سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه : أعظم الناس في المصاحف أجراً أبو بكر، ثمَّ قال : رحمة على أبي بكر، هو أول من جمع كتاب الله . (الاتقان في علوم القرآن 1- 181)