من أساليب النبي محمد صلى الله عليه وسلم في تربية المرأة المسلمة مشاركتهن في أفراحهن

اقرأ في هذا المقال


من أساليب النبي محمد صلى الله عليه وسلم في تربية المرأة المسلمة مشاركتهن في أفراحهن:

إنّ النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم هو قدوة لجميع الخلق كافة، فقد أرسله الله عز وجل حتى يكون النبي عليه الصلاة والسلام رحمة للناس ويهديهم إلى الطريق الصحيح ويبعدهم عن طريق الضلال، فكان للنبي الكريم محمد صلى الله عليه العديد من الأساليب التي كان لها دور كبير في تهذيب المرأة المسلمة وتربيتها والتعامل معها، حتى أنّ تلك الأساليب جعلت للمرأة المسلمة مكانة في المجتمع فأصبح لها احترام كبير.

النبي محمد صلى الله عليه وسلم يشارك في الأفراح:

عن الصحابية الجليلة الربيع بنت معوذ رضي الله عنها قالت: جاء رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فدخَل علَيَّ صبيحةَ عُرْسي فجلَس على فراشي كمجلسِك منِّي فجعَلَتْ جُوَيْريَاتٍ لنا يضرِبْنَ بدُفٍّ لهنَّ ويندُبْنَ مَن قُتِل مِن آبائي يومَ بدرٍ إلى أنْ قالت إحداهنَّ: وفينا نبيٌّ يعلَمُ ما في غدِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( دعي هذا وقُولي ما كُنْتِ تقولينَ )”.

في الحديث السابق يدخل الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم على الصحابية الجليلة رضي الله عنها في ليلة زواجها، ومن ثم يجلس عليه الصلاة والسلام على فراشها ويشاركها فرحتها الكبيرة والتي أصبحت أكبر بتشريفه لها بتلك الزيارة، بل أنّه عليه الصلاة والسلام واستمع إلى الجويريات اللاتي كانوا يضربن بما معهن من دفوف.

وفي تلك الفرحة الكبيرة يسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤلاء الجويريات يغيرن بغنائهن من الغناء المباح إلى الغناء الذي كان منهياً عنه، حيث قالوا: “وفينا نبي يعلم ما في الغد”، ولكن من المعروف والمؤكد أنّه لا يعلم الغيب إلّا الله سبحانه وتعالی، حيث كان رد الرسول لها: “دعي هذه و قولي الذي كنت تقولين”.

فيبين لنا الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في ذلك الموقف أنّه ليس معنى في وقت الفرح والسعادة أن ننسى مبادئنا الإسلامية الصحيحة وأصول شريعتنا.

وإن كان في ذلك الأمر مدحاً للرسول الكريم محمد صلى الله عليه و سلم فالأحق هو باتباع الطريق الصحيح في كل المناسبات. أمّا عن الصحابية الجليلة فيجب عليها أن تفخر على النساء فرسول الله صلى الله عليه وسلم قد شاركها فرحتها وحضر ليلة زواجها.

وعن ابن عباس رضي الله عنهم قال: “أَنْكَحَتْ عَائِشَةُ ذَاتَ قَرَابَةٍ لَهَا مِنْ الْأَنْصَارِ ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : أَهْدَيْتُمْ الْفَتَاةَ ؟ قَالُوا : نَعَمْ . قَالَ: أَرْسَلْتُمْ مَعَهَا مَنْ يُغَنِّي ؟ قَالَتْ : لَا . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ الْأَنْصَارَ قَوْمٌ فِيهِمْ غَزَلٌ ، فَلَوْ بَعَثْتُمْ مَعَهَا مَنْ يَقُولُ : أَتَيْنَاكُمْ أَتَيْنَاكُمْ فَحَيَّانَا وَحَيَّاكُمْ”.

في هذا الحديث نلاحظ المتابعة العجيبة من الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم لكل صغيرة وكبيرة، حيث يدير عليه الصلاة والسلام  شؤون دولة الإسلام التي تصب رجليها في وسط وحل من الكفار والمشركين ومع كل هذا فهو يهتم بفرحة هذه المسلمة بل أنّه يعلمهم عدّة أبيات يمكن لهم أن يتغنوا بها.


شارك المقالة: