من أسباب جلب الخشوع في الصلاة - تحسين القراءة بالقرآن وترتيله

اقرأ في هذا المقال


أسباب جلب الخشوع في الصلاة – تحسين القراءة بالقرآن وترتيله:

إنّ ما يجلب الخشوع في الصلاة هو تحسين القراءة بالقرآن، والترنم به وذلك عن طريق ترتيله، ومن الأفضل والأكمل أن يستاك عند قراءة القرآن؛ وذلك لحديث علي رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنّ العبد إذا تسوّك ثم قام يُصلّي قام الملك خلفه فيستمع لقراءته فيدنو منه أو كلمة نحوها حتى يضع فاه على فيه، فما يخرج من فيه شيء من القرآن إلا صار في جوف الملك، فطهّروا أفواهكم للقرآن” أخرجه البزار.
وعن عليّ رضي الله عنه قال: “إنّ أفواهكم طرق القرآن فطّيبها بالسِواك” والقارئ للقرآن إذا تأدب بآدابهِ حصل له الخشوع في صلاته، وقراءته، ومن أهم هذه الآداب هي ما يلي:

  • يحسن صوته بقراءة القرآن الكريم، ويترنّم به؛ للأحاديث الآتية وهي:
    حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: “ما أذن الله لشيءٍ ما أذِنَ لنبيّ أن يتغنّى، بالقرآن” وفي لفظ لمسلم: ما أذِنَ الله لشيءٍ ما أذِنَ لنبيٍ يتغنى بالقرآن يجهرُ به” متفق عليه.
    حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال له: “يا أبا موسى لقد أو تيتُ مزماراً من مزاميراً آل داود” وفي لفظٍ مسلم: “لو رأيتني وأنا أستمع لقراءتك البارحة، لقد أو تيت مزمار من مزامير آل داود” متفق عليه.
    – وهناك حديث البراء بن عازب رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: “زيّتوا القرآن بأصواتكم” أخرجه أبو داود.
  • يُرتلُ القرآن ترتيلاً؛ وذلك لقول الله تعالى: “ورتّلِ القُرآن ترتيلاً” سورة المُزمل:4.
    والترتيل هنا هو مصدرُ رتّل الكلام: أحسن تأليفه. وهو في الاصطلاح: قراءة القرآن على مُكثٍ، وتفهّمٍ من غير عجلةٍ، وهو الذي نزل به القرآن. فيقرأ القرآن بتلبثٍ في قراءته، وتمهّلٍ فيها، ويفصل الحرف عن الحرف الذي بعدهٍ وفي ذلك عون على تدبّرِ القرآن وتفهُمهِ، ومرتبة الترتيل أفضل مراتب القراءة.
    عن أنس رضي الله عنه، قال قتادة: سألت أنس بن مالك عن قراءة النبي عليه الصلاة والسلام فقال: كان يمدّ مداً: ثم قرأ: “بسم الله الرحمن الرحيم” يمدّ “بسم الله” ويمد “بالرحمن”، ويمدُ “بالرحيم” رواه البخاري. وعن أم سلمة رضي الله عنها أنها ذكرت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بسم الله الرحمن الرحيم – الحمد لله ربّ العالمين – الرحمن الرحيم – ملكِ يوم الدين. وهنا يُقطع قراءته آية آية، فقال أبو داود: سمعتُ أحمد يقول: “القراءة القديمة مالك يوم الدين” ولفظ الترمذي: “الحمد لله ربّ العالمين، ثم يقف “الرحمن الرحيم” ثم يقف إلى نهاية الآية” رواه أبو داود.
  • إذا مرّ بآية رحمةٍ سأل الله من فضلهِ، وإذا مر بآيةِ عذابٍ استعاذ بالله، وإذا مرّ بآيةٍ فيها سؤال سأل:
    ويكون هذا في النوافل لا في الفرائض؛ وذلك لحديث حذيفة رضي الله عنه قال صليت مع النبي عليه الصلاة والسلام ذاتَ ليلةٍ فافتتح البقرة، فقلتُ يركع عند المائةِ، ثم مضى يُصلّي، فقلت: “يُصلّي بها في ركعةٍ، فمضى فقلتُ: يركعُ بها، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مترسلاً، إذا مرّ بآيةِ تسبيحٍ سبح، وإذا مرّ بسؤالٍ سأل، وإذا مرّ بتعوذٍ تعوذ” رواه مسلم.
  • يجهرُ في الصلاة بالقرآنِ بصوته ما لم يتأذّ أحداً بصوتهِ:
    لقد بينت بعض الأحادي الكريمة على تحسين الصوت بالقرآن الكريم، سواء كان في الترتيل أوالترنيم، والتغنّي به وذلك على استحباب رفع الصوت والجهر بالقرآن، كما بينت أحاديثٌ أخرى على الحثّ على الإسرار بالقرآن؛ فكانت الأحاديث في ذلك الأمر هي نوعان وهما:

    النوع الأول:
    استحباب الجهر برفع الصوت بالقرآن: لقد جاء هذا النوع من الأحاديث المذكورةِ آنفاً في الأمر بتزيين الصوت بالقرآن وتحسينه، كقوله عليه الصلاة والسلام: ما أذن الله لشيءٍ ما أذنّ لنبيٍ حسن الصوت يتغنّى بالقرآن يجهرُ به، وقول النبي عليه الصلاة والسلام لأبي موسى الأشعري: “لقد رأيتني وأنا أستمعُ لقراءتك البارحة؟ لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود” متفق عليه.
    وقوله عليه الصلاة والسلام: “زينوا القرآن بأصواتكم” وغير ذلك مما تقدم في الترغيب في تحسين الصوت بالقراءة، وعن أبي موسى رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: “إنّي لأعرف أصوات رُفقة الأشعريين بالقرآن حين يدخلون بالليل وإن كنت لم أر منازلهم حين نزلوا بالنهار، وسمعوا الشيخ ابن باز رحمه الله يقول: كان لهم أصواتٌ حسنة بالقرآن”.


    النوع الثاني:
    وجاء فيه أحاديث منها حديث عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: “الجاهرُ بالقرآن كالجاهرِ بالصدقةِ، والمُسِرُ بالقرآن كالمسرّ بالصدقةِ” رواه أبو داود.

شارك المقالة: