من بعض صفات الصحابيات الجليلات:
الصحابيّات الكرام رضوان الله عليهن هنّ المؤمنات الصالحات، وهنَّ المؤمنات القانتات، وهنَّ النساء العابدات اللواتي استطعن أن يحملن أمانة الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، سواءً أكان ذلك في حياة الرسول المصطفى محمد صلّى الله عليه وسلم، أو إن كان ذلك بَعْد مماته عليه الصلاة والسلام، فقد حملن عن الرسول محمد صلّى الله عليه وسلم أعظم الصفات الرائعة الخلقية، وقد حملن القوة النفسيّة الكافية، والبعيدة عن هوى وشهوات النفس، والتي تؤهلهم لحمل تلك الأمانة العظيمة.
تُعتبر الصحابيّات الكرام رضوان الله عليهن مثالاً يحتذى به لجميع النّساء في كل الأزمنة، فقد مارسن رضوان الله عليهن دورهن بشكل كامل كصحابيّات بكل اقتدار وبكل احترام، فكن رضوان الله عليهن أمّهات مؤمنات قانتات عابدات وذلك بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فقد رَبين الصحابيات لنا الكثير من الأجيال الصالحين، ومن هؤلاء الصحابيّات هي السيّدة خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها، وأيضاً السيّدة فاطمة بنت رسول الله رضي الله عنها وأرضاها.
الشجاعة والجُرأة:
لقدت كانت الصحابيات رضوان الله عليهن يقفن مع الرجال وكنّ يحملن معهم السلاح في المعارك، وكنّ يدافعن بكل ما يمتلكن من قوة ضد أي عدو مهما كان قوته وجبروته، وقد سجّل التاريخ عن الكثير والعديد من تلك المواقف؛ فَقد شاركت أم المؤمنين السيّدة عائشة رضي الله عنها في إحدى الغزوات مع الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك في السّنة السادسة من الهجرة النبوية الشريفة، وكانت مع الرسول محمد السيدة أمُ سَلمة رضي الله عنها وذلك أيضاً في صُلح الحديبية، حيث كنَّ رضي الله عنهن يقمن بالكثير من الأمور غير حمل السلاح، مثل: مداواة الجرحى والمصابين والمرضى أيضاُ، ومناولة الطعام والشراب للمقاتلين المجاهدين.
الحرص على تعلم الدين الإسلامي:
لقد كانت الصحابيات الكرام يسألن الرسول الكريم محمد صلّى الله عليه وسلم عن أدقّ التفاصيل في الكثير من المسائِل، وذلك خوفاً من الوقوع في الحرام، وكان رسولنا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام يتعامل معه الصحابيات بأحسن وأفضل طريقة ومعاملة يمكن لأي رجل أن يتعامل بها مع امرأة، وكان الرسول محمد يجيب عمّا يجول في خواطرهنّ وتفكيرهنَّ بكل سرور، وكان الرسول محمد يدعو لهن بالبركة.
الذكاء والفطنة:
كانت الصحابيات الجليلات يتصفن بالذكاء والفطنة ممّا جعل الصحابيات قادرات على أن يستوعبن جميع أمور الحياة، في جميع جوانبها ونواحيها، ومن ثمّ توصيل كل الخبرات لغيرهن، حيث كانت أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها خير وأفضل مثال على هذا، فقد كانت رضي الله عنها من علماء زمانها.
الإخلاص والأمانة:
كانت الصحابيات رضوان الله عليهنَّ يخلصن في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، وكنّ بعيدات عن الرّياء وعن السمعة.
الاتصاف بالحَياء:
عندما دفن الصحابي الجليل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه بجانب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانت أم المؤمنين السيّدة عائشة رضي الله عنها تحتجب وكانت تشد خمارها، فقيل لها:” لمَ وأنت في بيتك، فقالت: إنّه رَجِلٌ غريب”.
الصبر عند الشدائد:
كانت الصحابيات راضيات بحُكم الله سبحانه وتعالى وكنّ مؤمنات بقضائه وقدره وحكمه؛ حيث كانت السيدة أمّ حارث رضي الله عنها مثالاً على الصبر وذلك عندما أتت إلى النّبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في يوم بدر، فقالت له: “يا نبي الله ألا تحدّثني عن حارثة؟ فإن كان في الجنة صبرتُ، وإن كان غير ذلك اجتهدت عليه في البكاء، قال: يا أمّ حارثة إنّها جنان في الجنة، وإنّ ابنك أصاب الفـردوس الأعلى”. [رواه البخاري].