من دلائل صدق نبوة سيدنا محمد

اقرأ في هذا المقال


من دلائل صدق نبوة سيدنا محمد:

من دلائل الصِّدق على أنَّ الرسول محمد صلّى الله عليه وسلم مرْسَل من عند الله سبحانه وتعالى هو ما يأتي:

ومن الدلائل أوَّلاً: هو أنَّ النّبي الكريم محمد صلّى الله عليه وسلم كان زاهدًا في حياته عليه الصلاة والسلام، فلم يكن النّبي الكريم يَطْلب على عمَلِه أجرًا أو ثمناً، فقد كان النّبي الكريم زاهدًا في المال، وكان النّبي زاهداً في كلِّ ما هو مادِّي (يختص بالمادة إن كان طعاماً أو شراباً أو مادةً)، كما كان النًبي الكريم محمد صلّى الله عليه وسلم زاهدًا أيضاً في الجاه والمنصب.

أمَّا زُهْد النّبي الكريم محمد صلّى الله عليه وسلم في المال فإنَّ طبيعة حياة الرسول الكريم تدلُّ على ذلك الأمر بأبْلغَ دلالة، فالنبي الكريم لم يَفْترش الحرير، والرسول الكريم لم يلبس الدِّيباج، ولم يكن يتزَيَّن بالذَّهب، وكان بيت النبي الكريم كأبسَطِ بيوت الناس، حيث كان يمرُّ على النّبي مدَّة شهرين، ولا يُوقَد في بيت النبي النار، قال عروة وهو يَسْمع خالته عائشة تتحدَّث بهذا إليه: “يا خالتي، ما كان يعيشكم؟” قالت: “إنّما هُمَا الأسودان؛ التَّمْر والماء”.

وفي ذات مرَّة رأى سيدنا عُمَر بن الخطاب رضي الله عنه الرسولَ الكريم محمد صلّى الله عليه وسلم نائمًا على حصير بالٍ (قَدِيمَ وَمُمَزَّقَ)، وقد أثَّر ذلك الحصير في جِسْمه عليه الصلاة والسلام، فبكى سيدنا عمر بن الخطاب، فقال له الرسول محمد صلّى الله عليه وسلم: “ما يُبْكِيك؟ فقال: ما بالُ كِسْرى وقَيْصر ينامان على الدِّيباج والحرير، وأنت رسول الله يؤثِّر في جَنْبك الحصير. فقال: «يا عُمَر، أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة؟»”.

وعندما جاءت الغنائم إلى الرسول الكريم محمد صلّى الله عليه وسلم بعد انتصار المسلمين، حينها رَأَى نساءه أن يَسْتمتعن بشيء من تلك الغنائم التي كانت لهم بعد الانتصار، وطلَبْنَ من الرسول الكريم أن يكون لهنَّ نصيب من تلك الغنائم، فإذا بالآية القرآنية الكريمة ترد على سؤال هؤلاء النسوة: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلاً * وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا}…. سورة الأحزاب: 28، 29.

فجمع الرسول الكريم نساءه الكرام، وقال الرسول محمد لهنَّ: “هل تُرِدن الله ورسوله والدار الآخرة، أم تُرِدْن الدنيا وشهواتها؟”، فاختارت كلُّ واحدة من نساء النّبي الله ورسولَه والدَّار الآخرة، فكان هناك مدح من الله لهنّ حيث أنزل في حقِّهن: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفًا} [الأحزاب: 32].

وعندما تُوفِّي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كانت دِرْعه مرهونة عند يهودي، وقد عاش النّبي طول حياته، وما شَبِع النبي من خبْز الشَّعير قَطُّ.


شارك المقالة: