من صور حفظ الله لسيدنا محمد

اقرأ في هذا المقال


من صور حفظ الله لسيدنا محمد:

نظراً إلى سيرة رسول الله صلّى الله عليه وسلم العطرة والجميلة والرائعة نُدرك حينها نقاء حياة النّبي الكريم محمد صلّى الله عليه وسلم وحِفْظ الله سبحانه وتعالى لنبيه الكريم.

منْ صور حِفْظ اللهِ سبحانه وتعالى للنّبي محمد صلّى الله عليه وسلم أنّه لم يقوم بأعمال اللهو ولم يكن يسمع الغناء.

وتروي السيدة أُمُّ أيمن -رضي الله عنها- وهي حاضنة الرسول محمد صلّى الله عليه وسلم عن عدم سجود النّبي لأيّ صنم قطُّ، فتقول أمُّ أمين: “كان بُوَانة صنمًا تحضره قريش يومًا في السنة، فكان أبو طالب يحضره مع قومه، وكان يكلِّم رسول الله أن يحضر ذلك معه فيأبى، حتى رأيتُ أبا طالب غضب عليه، ورأيتُ عمَّاته غضبن عليه، وقُلْنَ: يا محمد، ما تريد أن تحضر لقومك عيدًا، ولا تُكَثِّر لهم جمعًا؟! فلم يزالوا به حتى ذهب، فغاب ما شاء الله، ثم رجع مرعوبًا فَزِعًا، فقالت عمَّاته: ما دهاك؟ قال: :إِنِّي أَخْشَى أَنْ يَكُونَ بِي لَمَمٌ”. فقلن: ما كان الله يبتليك بالشيطان وفيك من خصال الخير ما فيك، فما الذي رأيتَ؟ قال: “إِنِّي كُلَّمَا دَنَوْتُ مِنْ صَنَمٍ مِنْهَا تَمَثَّلَ لِي رَجُلٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ يَصِيحُ بِي: وَرَاءَكَ يَا مُحَمَّدُ، لا تَمَسَّهُ”. قالت: فما عاد إلى عيد لهم”.

وظلَّ النّبي الكريم محمد صلّى الله عليه وسلم على هذه الحالة بعد نزول الوحي على النّبي الكريم لا يركن ( يميل) إلى الدنيا أبداً، ولا يبحث عن ملذَّاتها وشهواتها وملاهيها.

فكان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول لزعماء ورؤساء قريش عندما عرضوا على النّبي الكريم الدنيا في مقابل أنّ يترك دعوته الإسلامية: “مَا جِئْتُكُمْ بِمَا جِئْتُكُمْ بِهِ أَطْلُبُ أَمْوَالَكُمْ، وَلا الشَّرَفَ فِيكُمْ، وَلا الْمُلْكَ عَلَيْكُمْ، وَلَكِنَّ اللهَ بَعَثَنِي إِلَيْكُمْ رَسُولاً، وَأَنْزَلَ عَلَيَّ كِتَابًا، وَأَمَرَنِي أَنْ أَكُونَ لَكُمْ بَشِيرًا وَنَذِيرًا، فَبَلَّغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي، وَنَصَحْتُ لَكُمْ، فَإِنْ تَقْبَلُوا مِنِّي مَا جِئْتُكُمْ بِهِ فَهُوَ حَظُّكُمْ مِنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَإِنْ تَرُدُّوهُ عَلَيَّ أَصْبِرْ لأَمْرِ اللهِ، حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ”. فالهدف والطريق والمُرادُ واضح في ذهن رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وثقته كبيرة بنصر الله سبحانه وتعالى له رغم كمية التكذيب الكبيرة والعناد الذي كان يُلاقيه.


شارك المقالة: