من صور زهد سيدنا محمد

اقرأ في هذا المقال


من صور زهد سيدنا محمد:

لقد كان زهد رسولنا محمد صلّى الله عليه وسلم في حقيقته دليلٌ وعلامة من علامات إثبات نبوَّته عليه الصلاة والسلام، وهو من أهم الدلائل على صدق بعثته عليه الصلاة والسلام.

فقد تؤثِّر الحياة الدنيا في أي أحدٍ منا فتقوم بتغييره، فيصبح حينها موضع للانتقاد من الجميع، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ظلَّ وبقيَّ على عهده بالزهد، حيث كان مصاحبًا له، ومقترنًا بالزهد إلى حين وفاته عليه الصلاة والسلام، وهو ما تُقرِّره أمُّ المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها عندما قالت: “مَا شَبِعَ رَسُولُ اللَّهِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ تِبَاعًا مِنْ خُبْزِ بُرٍّ حَتَّى مَضَى لِسَبِيلِهِ”.

وعندما قدمت إليه الدنيا بما تشتهي كل نفس إنسانية ما كان من النبي الكريم إلّا أنّ زهد فيها غاية الزهد، فهو في يوم حُنين تهون عليه كل الدنيا وكان يعطي الدينا دون أي تردُّدٍ لأصحابه وأيضاً للمؤلَّفة قلوبهم.

فهي عند النّبي لا تعادل حتى جناح بعوضة، حتى إن النّبي لم يُبقِ له منها ما يعوِّض النبي فقر السنين وانقضاء العمر الذي تجاوز الستِّين عاماً، ثم يقول النّبي عليه الصلاة والسلام للأعراب بعد أن أخذ بعضهم رداءَهُ: “رُدُّوا عَلَيَّ رِدَائِي، أَتَخَافُونَ أَلاَ أَقْسِمَ بَيْنَكُمْ مَا أَفَاءَ اللهُ عَلَيْكُمْ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! لَوْ كَانَ لَكُمْ عِنْدِي عَدَدَ شَجَرِ تِهَامَةَ نَعَمًا لَقَسَمْتُهُ عَلَيْكُمْ، ثُمَّ لا تَجِدُونِي بَخِيلاً”.


شارك المقالة: