فوائد تنزل القرآن مفرقاً

اقرأ في هذا المقال


لقد حسم القرآن الكريم القول عن فوائد تنزل القرآن، وحياً مفرقاً، وذلك قوله تعالى: ﴿وَبِٱلۡحَقِّ أَنزَلۡنَـٰهُ وَبِٱلۡحَقِّ نَزَلَۗ وَمَاۤ أَرۡسَلۡنَـٰكَ إِلَّا مُبَشِّرࣰا وَنَذِیرࣰا (١٠٥) وَقُرۡءَانࣰا فَرَقۡنَـٰهُ لِتَقۡرَأَهُۥ عَلَى ٱلنَّاسِ عَلَىٰ مُكۡثࣲ وَنَزَّلۡنَـٰهُ تَنزِیلࣰا (١٠٦)﴾ صدق الله العظيم[الإسراء ١٠٥-١٠٦] أي نزلناه آيات بعد حسب المصالح لتحكم بين الناس يا محمد صلى الله عليه وسلم، بما جاء فيه، ولتعلم الناس، لأن التعليم والفهم يأتي بتوالي نزول الآيات القرآنية متتابعة، متفرقة مفصلة، ولا يأتي الفهم بنزول القرآن جملة واحدة.

تيسير الحفظ والفهم والعمل:

ليس القرآن الكريم فكراً نظرياً، يقدم فلسفات وليس مجموعة بعض الأقوال والآراء، وليس هو كتاب كباقي ككتب القادة، والزعماء التي يبثون فيها كما من الشعارات، وأكواماً من الوعود، والتطلعات كما يبثون فيها (ايدلوجية) تعبر عن رغباتهم، وطموحاتهم أمثال ( كفاحي) ( وفلسفة الثورة) و (الكتاب الأخضر).

يسوقون إليها أتباعهم سوق السوائم ويقهرونهم على احترامها بالقوة، ولم يكن القرآن كتاباً مرحلياً يخص عصراً دون أو مكاناً دون مكان أو جنساً، دون جنس، فالقرآن الكريم جاء وحياً مفرقاً على مدى ثلاثة وعشرين عاماً، وقد تأكد العلم بذلك بالمشاهدة، والتواتر من عدول، ومن جمع عن جمع، وقد حوى من ألوان الإعجاز، ما عرف عنه، وما لم يُعرف بعد، وهو كتاب يرسم منهج الحياة للبشر كافة، سلوكاً، وأدباً، وتشريعاً.
وجاء عن علي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كتاب الله فيه خبر ما قبلكم، ونبأ ما بعدكم وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، هو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق عن كثرة رد، ولا تنقضي عجائبه، هو الذي من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله لله، هو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، هو الذي من عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم).
وبفضل الله تنزل آيات القرآن مفرقة أخذ الصحابة كتاب الله” بتمهل وقوة، علماً وعملاً، واعتقاداً، وفي هذا المعنى يقول الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: (كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن)  وقال عبد الله: (والذي لا إله غيره، ما نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيما نزلت، وأين نزلت، ولو أعلم مكان أحد أعلم بكتاب الله مني تناله المطايا لأتيته) رواه مسلم.


شارك المقالة: