من هي صاحبة الهجرتين

اقرأ في هذا المقال


من هي صاحبة الهجرتين:

صاحبة الهجرتين هي الصحابية الجليلة والصحابية العالمة الكريمة والصابرة الصحابية “أسماء بنت عميس بن معد رضي الله عنها”، وقد سميت أيضاً رضي الله عنها بزوجة الشهيدين، وأيضاً بمصليّة القبلتين، وسميت زوجة الخليفتين، وأمّ السيدة أسماء هي “هند بنت عوف الكنانية”، وهي أخت أم المؤمنين زوجة الرسول محمد السيدة ميمونة رضي الله عنها زوجة النبي، وهي أخت الصحابية الجليلة أم الفضل لبابة زوجة عمّ الرسول محمد صلّى الله عليه وسلم العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، وقد ذَكرها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال : “الأخوات مؤمنات، ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وأختها أم الفضل بنت الحارث، وأختها سلمة بنت الحارث امرأة حمزة، وأسماء بنت عميس أختهن لأمهن” [صحيح].

إسلام سميّة وسبب التسمية:


تزوّجت الصحابية الجليلة السيدة أسماء بنت عميس رضي الله عنها من الصحابي الجليل سيدنا جعفرَ بن أبي طالب رضي الله عنه والذي هو ابن عمِّ الرسول محمد -عليه الصلاة والسلام- وقد دخلت الإسلام معه في وقتٍ مبكر جداً مع بدايات ظهور الدعوة الإسلامية؛ حيث كان إسلامها رضي الله عنها وذلك كان قبل دخول النّبي محمد -صلَّى الله عليه وسلم- دار الأرقم ابن أبي الأرقم في مكة المكرمة، أمّا ما هو سبب التسمية فقد سميت السيدة أسماء بصاحبة الهجرتين، بسبب أنّها هاجرت بصحبة زوجها رضي الله عنه ومع العديد من المسلمين المهاجرين وذلك بعد زواجها بمدّة قصيرة.

قصة الهجرتين:


عندما أذن الرسول الكريم محمد -صلَى الله عليه وسلم- للمسلمين بالهجرة إلى الحبشة، كانت الصحابية الجليلة “أسماء بنت عميس -رضي الله عنها-” بصحبة زوجها الصحابي الجليل جعفر الطيّار من بين المسلمين الذين هاجروا إلى الحبشة، حيث كانوا متحملين أذى قبيلة قريش وطغيان كفارها، وكان كلّ هذا في سبيل الله تعالى وفي سبيل مرضاة له وأيضاً فراراً بدينهم من قبيلة قريش، فقد أنجبت أسماء رضي الله عنها في الحبشة عدد ثلاثة أبناء وهم : ” محمد، وعبدالله، وعوف”، وقد بقيت رضي الله عنها في بلاد الغربة ما يقارب خمسة عشر عاماً، بعد ذلك هاجرت رضي الله عنها من الحبشة إلى المدينة المنورة.

فضائل صاحبة الهجرتين:


من فضائل السيدة أسماء هي أنّها من أكرم الناس أصهاراً، فمن أصهارها رضي الله عنها هو النبّي الكريم محمد -صلَى الله عليه وسلم-، وسيدنا حمزة بن عبد المطلب هو زوج أختها “سلمى بنت عميس”، وأيضاً العباس بن عبد المطلب عمّ النّبي الكريم محمد، بالإضافة إلى أنّ السيدة أسماء كانت من أكرم النساء أزواجاً، فقد تزوجت رضي الله عنها بثلاثة من خيرة الصحابة الكرام – رضي الله عنهم – وهم: “جعفر بن أبي طالب، وأبو بكر الصديق، وعلي بن أبي طالب”، فبزواجها رضي الله عنها من الصحابي الجليل من أبي بكر الصديق رضي الله عنه كانت نِعم الزوجة الصالحة والمخلصة، وبقيت مع أبي بكر الصديق إلى أيام خلافته، وقد أنجبت منه محمدًا وبزواجها أيضاً من الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهو شقيق(أخو) زوجها الأول الصحابي الجليل جعفر الطيّار(جعفر بن أبي طالب) رضي الله عنه، فكانت رضي الله عنها صورة للمرأة المسلمة، وأيضاً الزوجة المؤمنة، وأنجبت منه أيضاً يحيى وعون.


فالسيدة أسماء هي مثال الزوجة الصالحة ومثال الأم المثالية فقد بقيت رضي الله عنها مع زوجها في الحبشة مدّة من الوقت طويلة، بالرغم من هذه المحنة الصحبة؛ حيث كانت رضي الله عنها نعم السند لزوجها وكانت أيضاً نعم الزوجة الصالحة، والمربية المثالية حيث قد ربت أبناءها التربية الصالحة على الطريقة المحمدية الفاضلة حتى مع وجودها في بلاد الغربة والكفر.


حيث كانت رضي الله عنها صابرة على الصعوبات والشدائد، فقد استشهد زوجها الصحابي الجليل سيدنا جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه في معركة مؤتة المعروفة، حيث قد حزنت عليه حزناً شديداً كبيراً، ولكنّها مع كل ذلك فقد بقيّت رضي الله عنها صابرةً تربّي أولادها، وقد ذهبت إلى الرسول محمد -عليه الصلاة والسلام- وذكرت له يُتمَ أولادها وقد شكت له هذا، فقال لها النبي الكريم: “العَيلةَ تخافين عليهم وأنا وليُّهم في الدُّنيا والآخرةِ ؟” [صحيح].


شارك المقالة: