من وصايا نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم في زمن الفتن

اقرأ في هذا المقال


ما هي وصايا النبي في زمن الفتن؟

كان للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم العديد والكثير من الوصايا التي كان يحث الصحابة الكرام رضوان الله عليهم وجميع الناس على قولها وفعلها والقيام بها، لما لتلك الوصايا من دور وفضل كبير في رفعة الإنسان المسلم في الدنيا والآخرة، ولما لها من نفعه كبيرة وأجر عظيم له.
يجب علينا بشكل دائم التعوذ بالله عز وجل من الفتن فعن السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم، والمغرم والمأثم، اللهم إني أعوذ بك من عذاب النار وفتنة النار، وفتنة القبر وعذاب القبر، وشر فتنة الغنى، وشر فتنة الفقر، ومن شر فتنة المسيح الدجال، اللهم اغسل خطاياي بماء الثلج والبرد، ونق قلبي من الخطايا، كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب” (البخاري).
كما أنه يجوز تمني الموت وذلك خشية الفتنة، حيث لا يتعارض هذا مع قول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به، فإن كان لا بد متمنيا للموت فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرًا لي» (صحيح البخاري:6351)
وفي القرآن الكريم ورد أن قال يوسف عليه السلام في سورة يوسف: {تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} [يوسف من الآية:101]. وقالت السيدة مريم عليها وعلى ابنها السلام في سورة مريم: {قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا} [مريم:23].
وعن محمود بن لبيد رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “اثنتان يكرههما ابن آدم: يكره الموت، والموت خيرًا له من الفتنة، ويكره قلة المال، وقلة المال أقل للحساب” (صحيح الجامع:139).
ويجب علينا الهرب والفرار من الفتن، حيث يقول صلى الله عليه وسلم: “يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر، يفر بدينه من الفتن” (صحيح البخاري:7088). وهذا الحديث يدل بشكل واضح وكبير على كثرة الفتن التي ستنزل بالعباد، وذلك لدرجة أن الشخص المسلم سيكون أكثر خير ما يفعله هو أن يفر بدينه وأن يرعى الغنم بين الجبال والأودية.
ويجب علينا الحذر بشكل كبير من الشائعات والروايات الواهية وأيضاً نقل الأخبار التي يكون نسبة كبيرة منها مكذوبة، وهذه الظاهرة موجودة بشكل ليس له مثيل في زمننا الحالي، حيث أنه يلاحظ انتشار القصص والأخبار والروايات المكذوبة الضعيفة وقت الفتنة، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: “لم يُقصّ في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبي بكر ولا عمر ولا عثمان إنما كان القصص زمن الفتنة”.
وعن أبي بكر رضي الله تعالى عنه قال: “أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [ المائدة:105]، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله منه بعقاب” (سنن الترمذي:2168، صحيح).
ولمنع الفتن أيضاً يجب النهي عن قتال المسلم أو تعريض المسلم للهلاك. قال تعالى: {وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة:195]. {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة من الآية:2].
كما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من ضيَّق منزلًا، أو قطع طريقًا، أو آذى مؤمنًا، فلا جهادَ له» (صحيح الجامع:6378، صحيح)”، وقد قال ابن القيم: “إذا عرف هذا فالجهاد أربع مراتب: جهاد النفس، وجهاد الشيطان، وجهاد الكفار، وجهاد المنافقين”.
وعن عمر رضي الله تعالى عنه أنه قال: “إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حله”.
ومن الأحاديث التي تحدثت عن الفتن هو ما روي عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إنكم سترون بعدي أثرة وأمورًا تنكرونها قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: «أدوا إليهم حقهم، وسلوا الله حقكم» (صحيح البخاري:7052)”.
وعن أم سلمة هند بنت أبي أمية رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “«إنَّهُ سيَكونُ علَيكُم أئمَّةٌ تعرفونَ وتُنكِرونَ، فمَن أنكرَ فقد برِئَ ومَن كرِهَ فقد سلِمَ ولَكِن مَن رضيَ وتابعَ»، فقيلَ: يا رسولَ اللَّهِ أفلا نقاتلُهُم؟ قالَ: «لا، ما صلَّوا» (صحيح الترمذي:2265صحيح)”.
وأيضاً قال الإمام النووي رضي الله تعالى عنه: “معنى ما سبق أنه لا يجوز الخروج على الخلفاء بمجرد الظلم أو الفسق ما لم يغيروا شيئًا من قواعد الإسلام”.


شارك المقالة: