موقف الصحابي أبي بكر الصديق من وفاة النبي

اقرأ في هذا المقال


موقف الصحابي أبي بكر الصديق من وفاة النبي:

أقبل ( قدم) الصحابي أبو بكر الصديق رضي الله عنه على فرس من مسكنه ( بيته) بالسنح حتى نزل رضي الله عنه، فدخل سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه المسجد، حتى أنّه لم يكلم الناس.

 ومن ثم دخل على السيدة عائشة رضي الله عنها فتيمم (مسَح وجهه ويديه بالتراب في حال انعدام الماء) رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو مغشّى (جعل عليه غِشاءً يُغطِّيه) بثوب حبرة (مُلاءة من الحرير كانت ترتديها النساءُ )، فكشف أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن وجه النّبي محمد صلى الله عليه وسلم الكريم، ثم أكبَّ عليه (أقْبَلَ عَلَيْهِ)، فقبّل النّبي عليه الصلاة والسلام ومن ثمَّ بكى، ثم قال أبو بكر الصديق: “بأبي أنت وأمِّي، لا يجمع الله عليك موتتين، أمّا الموتة التي كتبت عليك فقد متها”.

ثم خرج سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه وكان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يكلم الناس، فقال أبو بكر الصديق: اجلس يا عمر، فأبى ( رفض) سيدنا عمر بن الخطاب أن يجلس، فأقبل (جاء ) الناس إليه، وتركوا سيدنا عمر، فقال سيدنا أبو بكر الصديق: “أمّا بعد، من كان منكم يعبد محمدا صلى الله عليه وسلم فإنّ محمداً قد مات، ومن كان منكم يعبد الله، فإنّ الله حي لا يموت”، قال الله تعالى: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ) صدق الله العظيم – سورة آل عمران.

قال ابن عباس رضي الله عنه: “والله لكأنَّ الناس لم يعلموا أنَّ الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر، فتلقاها منه الناس كلهم، فما أسمع بشراً من الناس إلّا يتلوها”.

وقال ابن المسيب: “قال سيدنا عمر بن الخطاب: والله ما هو إلّا أن سمعت أبا بكر تلاها فعفرت حتى ما تقلني رجلاي، وحتى أهويت إلى الأرض حين سمعته تلاها، علمت أنَّ النّبي صلى الله عليه وسلم قد مات”.


شارك المقالة: