اقرأ في هذا المقال
وبعدما أن أنكر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ما فعل المسلمون في سرية النخلة وقال حينها: (ما أمرتكم بقتال في الشهر الحرام) وبعد أن توقف النبي عن التصرف في العير والأسيرين، عندها وجد الكفار بالذي حدث لقافلتهم فرصة وحجة لاتهام المسلمين بأنّهم قد أحلوا ما حرّم الله، عندها كثر الكلام والحديث والنقاش في ذلك الأمر، حتى نزل الوحي حاسماً لتلك الأقاويل والأحاديث وأنّ ما عليه الكفار هو أكبر وأعظم ممّا ارتكبه المسلمون، حيث نزلت آيات من الله سبحانه وتعالى فقال عز من قال: ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ ۖ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ ۖ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ ۚ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ ۗ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ۚ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )… سورة البقرة.
ففي هذه الآيات التي نزلت صرَّح الوحي بأن الضجة الكبيرة التي قام بها كفار قريش لإثارة المشاكل في مسيرة الصحابة المقاتلين المسلمين عارية عن الصحة تجاه المسلمين، فإنّ الحرمات الإسلامية المقدسة قد انتهكت جميعها في محاربة دين الإسلام واضطهاد أهل هذا الدين، ولكنّ التناقض الفكري عند الكفار كان في قمته، حيث كان الكفار يسلبون أموال المسلمين وقتل المسلمين المقيمين في البلد الحرام، ومحاولة قتل نبيهم أيضاً، فما هو الشئ الذي عاد لهذه الحرمات قداستها بشكل مفاجأ، ولكن الانتهاكات والدعايات التي كان ينشرها الكفار لا صحة لها أبداً، إنّما هي مبنية على الكذب وإثارة المشاكل والفتن، وبعد هذا الأمر أطلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم سراح الأسيرين، حيث أدّى النبي محمد صلى الله عليه وسلم ديّة المقتول إلى اوليائه.
ومع محاولات الكفار إيقاع المسلمين في مشكلة كبيرة، كانت الآيات الربانية الداعم الكبير للمسلمين، والتي تخلصهم من الفتن التي يدبرونها الكفار، والتي باءت جميعها بالفشل، ومع كل هذه المحاولات أظهرت جميع الأمور أن الداعم الأول للدين الإسلامي هو الله سبحانه تعالى.