شاهد النبي ما فعلة المخالفين لرأية، وأنّ مقاتلي خالد بن الوليد من قريش قد أحاطوا بالمسلمين من جهة الأمام والخلف.
موقف النبي
وعندها كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وقتها في مفرزة صغيرة فيها تسعة رجال من أصحابه في مؤخرة جيش المسلمين، وكان يرقب كل الأحداث، وشاهد مباغتة خالد بن الوليد للمسلمين، وعندها ما كان من النبي إلّا أن فكر في طريقتين، الطريقة الأولى إمّا أن ينجو النبي بنفسه هو وأصحابه التسعة الذين معه إلى مكان أمين، ويترك جيشه المطوق من قبل المشركين إلى المصير المقدر لهم، والطريقة الثانية أن يخاطر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بنفسه ويقوم بدعوة أصحابة للتجمع حوله، ويتخذ من أصحابه جبهة قوية يقوم بها بشق طريق نحو جيش المسلمين المطوق إلى إحدى هضاب أحد.
وعندها تجلّت عبقرية وذكاء النبي صلى الله عليه وسلم وشجاعتة وقوته المنقطعة النظير، حينها قام النبي برفع صوته منادياً به أصحابه، ويقول لهم: ( إلى عباد الله )، وكان النبي يعلم عندها أنّ فرسان الكفار سوف يسمعون ما قال قبل أن يسمعه المسلمون، ولكنّ النبي بفعلته تلك قد دعاهم وناداهم مخاطراً عليه الصلاة والسلام بنفسه في هذا الظرف غير المسبوق، وبالفعل سمع الكفار صوت النبي وخلصوا إليه قبل أن يصل الصوت للمسلمين.