استكمالاً لما خطّط له النبي ، وبعد إنجاز خطوة المؤاخاة بين الأنصار والمهاجرين، وجمعِهم في قلب واحد ، لا تمييز بينهم بأيِّ شكل من الأشكال، ونزع القبلية الجاهلية بينهم ، لتوحيد صفوف المسلمين وتقوية رسالة الإسلام ، وحتى تكون وحدة إسلامية شاملة ، كان لا بدّ من النبي صلى الله عليه وسلم توثيق هذه الخطوة.
ميثاق التحالف
جعل رسولنا الكريم عدّة بنود لتوثيق الأخوَّة بين المسلمين والأنصار والمهاجرين وعدم نزعها، فكتب ميثاق تحالف بين مسلمي قريش ويثرب، فكانت هذه البنود هي :
- أنّ المسلمين من الأنصار والمهاجرين أمّة واحدة من دون الناس .
- المهاجرون من قريش على ربعتهم يتعاقلون بينهم ، وهم يفدون عانيهم بالمعروف والقسط بين المؤمنين ، وكل قبيلة من الأنصار على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى ، وكل طائفة منهم تفدى عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين .
- أنّ المؤمنين لا يتركون مُفرَحاً بينهم أن يعطوه بالمعروف في فداء أو عقل .
- أنّ المؤمنين المتقين على من بغى منهم، أو ابتغى سعيه ظلم أو إثم أو عدوان أو فساد بين المؤمنين . فإنّ أيديهم عليه جميعاً، ولو كان ولد أحدهم .
- لا يقتُلُ مؤمنٌ مؤمناً في كافر .
- لا ينصرُ كافرٌ على مؤمن.
- وأنّ ذمّة الله واحدة يجير عليهم أدناهم .
- . وأنّ من تبعنا من اليهود فإنّ له النصر والأسوة ، غير مظلومين ولا متناصرين عليهم.
- وإن سلم المؤمنين واحدة ؛ لا يسالم مؤمن دون مؤمن في قتال في سبيل الله إلّا على سواء وعدل بينهم.
- وأنّ المؤمنين يبئ ( يشار) بعضهم على بعض ما نال دماءهم في سبيل الله .
- وإنّه لا يجير مشرك مالاً لقريش ولا نفسناً، ولا يحول دونه على مؤمن .
- وأنه من اعتبط مؤمنا قتلاً ( اعتبط تعني : قتله في عز شبابه) عن بيِّنة فإنَّه قود ( تعني طال ظهره وعنقه) به إلّا أن يرضى ولي المقتول، وإنّ المؤمنين عليه كافة ، ولا يحل لهم إلّا قيام عليه.
- وأنّه لا يحل لمؤمن أن ينصر محدثاً ولا يؤويه ، وأنّه من نصره أو آواه فإنَّ عليه لعنة الله وغضبه يوم القيامة ، ولا يؤخذ منه صرف ولا عدل .
- وإنَّكم مهما اختلفتم فيه من شيء ، فإنَّ مردَّه إلى الله عزَّ وجل وإلى محمد صلَّى الله عليه وسلَّم.