ما هو سبب نجاح الدعوة الإسلامية

اقرأ في هذا المقال


سبب نجاح الدعوة الإسلامية:

كانت بداية الدعوة الإسلامية صعبة جداً على النبي ومن معه من الصحابة الكرام في ظل الظروف التي مرّت بها هذه الدعوة من انتقادات من العديد من الكفار والمنافقين، خصوصاً من أهل مكة وقبيلة قريش.

لكن يجب علينا أن نلقي العديد من النظرات على العمل الجلل والكبير الذي كان يقوم به النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والذي هو نتاج حياة النبي عليه الصلاة والسلام، وهذا العمل الذي امتاز به النبي عليه الصلاة والسلام عن سائر وجميع الرسل والأنبياء الكرام، حتى أنّ الله توج هامة نبيه الكريم بسيادة الأولين والآخرين.

لقد قيل للنبي محمد صلى الله عليه وسلم في في القرآن الكريم: (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ// قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا)…سورة المزمل، وقيل أيضاً للنبي الكريم في القرآن: (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ// قُمْ فَأَنْذِرْ)…سورة المدثر، فقام النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وظل النبي قائماً مدّة أكثر من عشرين عاماً، كان يحمل فيها على عاتقه عبء وثقل الأمانة الكبيرة، حتى أنّها كانت الأمانة الكبرى في هذه الأرض، وحمل النبي عليه الصلاة والسلام ثقل وعبء البشرية جمعاء، وحمل عبء وثقل العقيدة كلها، وأيضاً ثقل وعبء الكفاح والجهاد في العديد والكثير من الميادين.


وحمل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عبء الكفاح والجهاد في أهم ميدان وهو ميدان الضمير البشري الذي كان يغرق في أوهام وظلمات الجاهلية وتصوراتها غير الصحيحة، وحمل عبء الضمير البشري المثقل بأثقال الأرض وجواذبها، الضمير المكبل بأوهان شهوات البشر وأغلالها، حتى أنّه إذا خلص ذلك الضمير في بعض صحابته ممّا يثقله من ركام الجاهلية والحياة الأرضية، كان حينها النبي يبدأ معركة أخرى في ميدان وساحة آخرى، فكانت المعارك متلاحقة ومستمرة مع أعداء دعوة الإسلام ودعوة الله الذين كانوا متألبين عليها، وليس على الدعوة الإسلامية فقط بل على المؤمنين أيضاً، حيث كان أعداء الله حريصين على قتل هذه الغرسة الزكية في مكان منبتها، حتى لا تنمو هذه الغرسة وتمتد جذورها في التربة، وتمتد فروعها في الفضاء، وتقوم بإظلال مساحات أخرى.

ولم يكد يفرغ ويخلص وينتهي النبي من معارك الجزيرة العربية؛ حتى جاءت معركة أخرى أشد نداً، فكانت الروم تتجهز لأمّة الإسلام الجديدة، وقد تجهزت حتى تبطش بها على تخومها الشمالية.

وفي وجود هذا كله لم تكن المعركة الأولى التي بدأ بها النبي وأقصد معركة الضمير البشري قد شارفت على النهاية بل إنّها معركة خالدة أبدية، كان الشيطان صاحبها، وهو لا يتوقف أبداً عن مزاولة نشاطه في أعماق هذه المعركة أو في أعماق هذا الضيمر الإنساني، وسيدنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قائم على دعوة الله سبحانه وتعالى هناك، وقائم على المعركة الدائبة في الميادين المتفرقة في كل مكان، في ضيق وشدّة من العيش، والدنيا كانت مقبلة عليه، وفي جهد وكد وتعب كبير، ومع ذلك كان المؤمنون يستروحون من حوله ظلال الأمن والسلام والراحة، وفي نصب دائم لا ينقطع أبداً، يملكون ما يملكون من الصبر الجميل على كل ذلك التعب والجهد والضيق والشدة، وفي قيام الليل، وفي عبادة لربّه، وترتيل للقرآن الكريم، وتبتُّل إليه كما أمره أن يفعل.

واستمرت المعارك إلى أن وصل النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم إلى مراده وهو نجاح هذه الدعوة والاستمرار في نشرها في مختلف بقاع الأرض.


شارك المقالة: