نشأة علم التجويد

اقرأ في هذا المقال


إنَّ كل ما يتعلق بالقرآن الكريم عظيم جليلٌ، ويعظمُ بسبب اقترانه بالقرآن الكريم، فالتجويد علمٌ واسعٌ كبير يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالقرآن الكريم فإن للتجويد ومعرفته وتدوينه مراحل وأساسيات عديدة، فعندما توسعت رقعة الدولة الإسلامية وتوسعت معارف المسلمين وزيادة شغفهم لتعلم علوم القرآن الكريم وأصبح لعلم التجويد أهمية كبيرة وتطور عظيم لدى المسلمين، فنشأ علم التجويد وتطور منذ زمن الرسول محمد صلَّى الله عليه وسلَّم، وبقي يتطور في جميع عصور الصحابة رضوان الله عليهم.

تعريف علم التجويد

لغة: هو من جوَّد يُجود، بمعنى التحسين.

اصطلاحاً: هو علمٌ يختص بأحكام تلاوة القرآن الكريم وحروفه ومداخلها ومخارجها، وإعطاء كل منها حقها ومستحقها، وقد ظهر علم التجويد لحماية اللسان ومنعه من الخطأ واللحن في قراءة القرآن الكريم.

نشأة علم التجويد

إن السلف الصالح من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين وتابعيهم وعلماء القرآن الكريم، كانوا ممن أدركوا الطريقة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ ويتلو بها القرآن الكريم، فكانوا أول من سار على نهجه بهذه الطريقة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ ، يَجْهَرُ بِهِ”، ومعنى (يتغنى) أي يحسن ويجود صوته بالقرآن الكريم، وقال سبحانه وتعالى: “وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا” (سورة المزمل: 4).

وقال صلى الله عليه وسلم لأبي موسى الأشعري رضي الله عنه: “لَوْ رَأَيْتَنِي وَأَنَا أَسْتَمِعُ لِقِرَاءَتِكَ الْبَارِحَةَ ، لَقَدْ أُوتِيتَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ” فقال أبي موسى: “لو عَلِمْتُ لحبّرتُه لكَ تحبيراً“، فمن عهد النبي صلى الله عليه وسلم الاهتمام بالتجويد وعلومه موجود.

وإن أول من وضع قواعد وضوابط  ومعايير هذا العلم هو الإمام الخليل بن أحمد الفراهيدي، وأن أول من كتب فيه هو الإمام الجزري في كتابه التمهيد في علم التجويد.

فضل علم التجويد

إن علم التجويد ذو فضل عظيم ليس لأنه علم التجويد بذاته، بل بفضل ما اتصل به وتعلق، فهو من أشرف العلوم وأجلها مكانةً ومنزلةً؛ لأنه اتصل بأعظم وأشرف كتاب على هذه البسيطة وهو القرآن الكريم.

تدوين علم التجويد

كان لتدوين علم التجويد مراحل مر بها، وكانت مراحله الأولى تهتم بتدوين بعض فصوله، وضمن علوم أخرى تتعلق به مثل النحو وعلم القراءات وعلوم القرآن الكريم، فأول من ألف فيه هو سيبويه في كتابه الذي سماه (الكتاب)، ثم كتب في ذلك أب عبيد القاسم في كتابه (الجامع في القراءات).

ثم بعد ذلك بدأ التصنيف في علم التجويد بصورة مستقلة مختصة بعلم التجويد، فقد ألف أبي مزاحم الخاقاني منظومة (رائية أبي مزاحم)، ثم ألف بعد ذلك أبو الفتح عثمان بن جني كتابه ( سر صناعة الإعراب)، ثم ألف الإمام أبي الحسن السعيدي كتابه التنبيه على اللحن الجلي والخفي.

ثم ظهرت بعد ذلك مرحلة التأليف الشاملة وكانت أبرز الكتب فيها كتاب (الرعاية في تجويد القراءة) لمكي بن بن أبي طالب، وكتاب الإمام أبي عمرو الداني (التحديد في الإتقان والتجويد) ثم توالت المؤلفات في هذا المجال إلى يومنا هذا.

المؤلفات في علم التجويد

لقد ظهر العديد من المصنفات والمؤلفات في هذا العلم العظيم، ومن أهم هذه العلوم:

1- رائية أبي مزاحم الخاقاني، وقد ظهرت هذه المؤلفة في أواخر القرن الثالث الهجري، وهي أول وأقدم مصنف يهتم بعلم التجويد.

2- نونية علم الدين السخاوي.

3- الملخص المفيد في علم التجويد لمحمد أحمد معبد.

4- تنقيح الوسيط في علم التجويد للدكتور محمد خالد منصور.

5- غاية المريد في علم التجويد لعطية قابل نصر.

6- تيسير الرحمن في تجويد القرآن للدكتورة سعاد عبدالحميد.

7- التحديد في الإتقان والتجويد لأبي عمرو الداني.

8- التمهيد في علم التجويد لابن الجزري.

9- المقدمة الجزرية لابن الجزري.

10- بغية المستفيد في علم التجويد لمحمد الحنبلي.

وهذه بعض أهم الكتب التي اختصت واهتمت بعلم التجويد ومنها الكثير.

في النهاية علم التجويد علم عظيم، ليس كباقي العلوم فهو علم اتصل بأشرف الكتب السماوية وأطهرها وهو القرآن الكريم، فهو علم يجب العمل به وتطبيقه، إذ أنه يصون لسان القارئ ومتعلم كتاب الله -سبحانه وتعالى- عن الخطأ، فمنه تضبط القراءة الصحيحة للحفاظ على حقوقه قدر المستطاع من إعطاء الحروف حقها ومستحقها.


شارك المقالة: