نشوب المعركة وهزيمة جيش المسلمين في بداية غزوة حنين

اقرأ في هذا المقال


نشوب المعركة وهزيمة جيش المسلمين في بداية القتال في غزوة حنين:

وبعد أن أكمل الجيشان المتحاربان (جيش المسلمين وجيش المشركين) في حنين تعبئتهما وتجهيزهما دنت واقتربت ساعة الصفر، أي ساعة القتال، ومن ثم استعد الجيشان للمعركة الحاسمة الفاصلة والمهمة.

فقد كانت تعبئة وتجهيز المسلمين للجيش عند السحر قريبة من وقت الفجر، وكان انحدار جيش المسلمين إلى وادي حنين في وقت طلوع الفجر، حيث كان يغلب الظلام على الضياء.

وتلك كانت هي الفرصة الذهبية والمراد للكمائن الكثيرة التي قد وضعها قائد جيش هوازن مالك بن عوف لجيش هوازن في الشعاب وفي المضائق، فقد كان كل اعتماد القائد العام لجيش هوازن مالك بن عوف على تلك الكمائن، وذلك لعلمه أن كسب المعركة يكمن على نجاح الكمائن الكثيرة الخطيرة التي فد وضعها بكل دقة وإحكام، وقد وضعها خلال وقت الليل وذلك دون أي علم من استخبارات جيش المسلمين في مضائق الشعاب التي سيمر من أمامها الجيش الإسلامي، الذي يقصد السهل الفسيح الذي تعسكر فيه جيش هوازن بكل نسائها وأطفالها وأموالها من خلف جيشها.

وكان جيش المسلمين يظن لعدم علمهم بوجود تلك الكمائن من جيش هوازن أنّها سوف تكون الصدمة الأولى في هذه المعركة، وذلك في سهل حنين، حيث كان يعسكر سواد وأغلب الجيش الهوازني بكامل أثقاله وبكامل أمواله ونسائه وأطفاله.

ولم يدخل المسلمين في حسابهم وفي اعتقادهم أمر تلك الكمائن التي وضعها قد لهم القائد العام لجيش هوازن الملك مالك بن عوف في مداخل وادي حنين، وإلّا لاستعدوا لتلك الكمائن ولم يمكنوها من تحقيق شيء من أهدافها.

ولكن ذلك هو أمر الله سبحانه وتعالى كان مقضياً، فقد كتب عز وجل أن تنجح تلك الكمائن التي وضعها المشركين، وأن تنزل الهزيمة بجيش المسلمين الذين قد أعجبتهم كثرتهم في جيشهم عند المواجهة الأولى، وقبل أن يكملوا انحدارهم إلى وادي حنين، وقبل أن يصلوا إلى السهل الذي قد حدثت ودارت فيه فيما بعد المعركة المفصلية والحاسمة بعد تراجع المسلمين من هزيمتهم.

وهنا درس مستفاد أن الأمر كله بيد الله عز وجل وأنّ النجاح والانتصار لا يكمن بالكثرة وإنّما يكمن في كثرة الإيمان والثقة بالله عز وجل.


شارك المقالة: