منهجية الجمع
قامت اللجنة التي وكلت من قبل الخليفة عثمان رضي الله عنه بأنَّها كتبت المصاحف برئاسة سيدنا زيد رضي الله عنه قد جعلت الصّحف هي مرجعيتها الأساسية في استنساخ هذه المصاحف، لذلك كان المعتمد في الكتابة والرسم للمصحف في حال اختلاف أعضاء اللجنة، كانت بطريقة قريش في الكتابة والرّسم، وذلك لأنَّ القرآن نزل بلغة ولهجة قريش، وقد أشار سيدنا رضي الله عنه للثلاثة نفر القرشيين “ إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من كتاب الله، فاكتبوه بلسان قريش، فإنَّما نزل بلسانهم.
والمقصود بذلك : إذا اختلفتم في الرَّسم واللهجة والإملاء، وكانت اللجنة الرباعية من منهجها أنّها لا تكتب شيء من القرآن إلّا بعد عرضها على الصَّحابة الكرام ، ويقرونها على نحو القراءة المحققة التي قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتم نسخه.
ميزات مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه
- تميزت النسخة العثمانية أنَّها اقتصرت على ما ثبت بالتواتر من وجوه القراءات، وترك روايات الآحاد مثال : لم يكتبوا (وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا) دون زيادة “صالحة” وذلك أنّها لم تكن متواترة .
- تمَّ تجريد النسخة من كل التفسيرات الجانبية او الشروحات أو أسباب النزول .
- ترك ما تمَّ نسخ تلاوته ولم يستقر في العرضة الأخيرة التي تمَّ عرضها، كما هو الشأن في الأصل الذي تمَّ اعتماده، وهو الذي كتبه زيد رضي الله عنه على عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه .
- تمَّ ترتيب السُّور والآيات على الوجه المعروف للآن، وميزته كان بتوقيف من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم تكن مشكولة، ولا منقوطة وتصلح لأوجه القراءات مثال ﴿ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِن جَاۤءَكُمۡ فَاسِقُۢ بِنَبَإࣲ فَتَبَیَّنُوۤا۟ أَن تُصِیبُوا۟ قَوۡمَۢا بِجَهَـٰلَةࣲ فَتُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَا فَعَلۡتُمۡ نَـٰدِمِینَ﴾ [الحجرات ٦] فمثل هذه الكتابة تصلح في فكلمة (فتبينوا) وكلمة (فتثبتوا) وكذلك عند قوله تعالى أَوۡ كَٱلَّذِی مَرَّ عَلَىٰ قَرۡیَةࣲ وَهِیَ خَاوِیَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ یُحۡیِۦ هَـٰذِهِ ٱللَّهُ بَعۡدَ مَوۡتِهَاۖ فَأَمَاتَهُ ٱللَّهُ مِا۟ئَةَ عَامࣲ ثُمَّ بَعَثَهُۥۖ قَالَ كَمۡ لَبِثۡتَۖ قَالَ لَبِثۡتُ یَوۡمًا أَوۡ بَعۡضَ یَوۡمࣲۖ قَالَ بَل لَّبِثۡتَ مِا۟ئَةَ عَامࣲ فَٱنظُرۡ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمۡ یَتَسَنَّهۡۖ وَٱنظُرۡ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجۡعَلَكَ ءَایَةࣰ لِّلنَّاسِۖ وَٱنظُرۡ إِلَى ٱلۡعِظَامِ كَیۡفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكۡسُوهَا لَحۡمࣰاۚ فَلَمَّا تَبَیَّنَ لَهُۥ قَالَ أَعۡلَمُ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرࣱ﴾ [البقرة ٢٥٩] فالكلمة أن تقرأ(ننشزها) وتقرأ ننشرها كما هو ثابت في القراءات .