نظرة رسول الله للزهد:
من عظمة رسول الله محمد صلّى الله عليه وسلم أن كل حياة النّبي محمد صلّى الله عليه وسلم كانت نموذجًا (مثال يُقتدى به) عمليًّا لهذه النظرة اللآلهية للحياة للدنيا.
رغم زهد رسول الله صلّى الله عليه وسلم في الحياة الدنيا إلاَّ أن نظرة النّبي الكريم محمد صلّى الله عليه وسلم للزهد كانت نظرة رائعة بمعنى الكلمة؛ لأنَّ هذه النظرة قد علَّمت الأُمَّة والبشرية أن تَزْهَدَ دون أن تترك وتبقي على إعمار الأرض، فليس عدم التعلُّق بالحياة الدنيا داعيًا إلى الوصول نحو خرابها، بل أنّ الشخص المسلم يعمرها دون أن يكون متمسكاً بمتاعها ومغرايتها وشهواتها؛ لهذا بين الرسول الكريم ذلك الأمر المهم عندما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: “إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ، فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لاَ يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَفْعَلْ”.
فتلك هي النظرة الإسلاميَّة للحياة الدنيا، فهي نظرة توازن وتعادل كأنّها تقول لك لا تُغْفِل الدنيا لحساب الآخرة، ولا الآخرة لحساب الدنيا، أجعل الأمور متوازنة، وهذه هي عظمة دين الإسلام، وعظمة نبيِّه الكريم محمد صلّى الله عليه وسلم، والتي تُثْبِتُ بما لا يجعل هناك أي مجال للشكِّ صدق نبوَّته عليه الصلاة والسلام، وربانية دعوة النّبي الكريم.