نماذج من جود وكرم النبي - صلى الله عليه وسلم

اقرأ في هذا المقال


أشهر النماذج التي تدل على جود وكرم النبي صلى الله عليه وسلم:

لقد مثَّل نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة العظيمة ويعتبر خير الأشخاص قدوة في صفة الجُود والكَرَم، فكان سيدنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من أجود النَّاس، كما أنه صلى الله عليه وسلك كان أجود ما يكون في شهر رمضان الكريم، فكان عليه الصلاة والسلام أجود في الخير مِن الرِّيح المرسلة.
حيث قد بلغ سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه مرتبة ودرجة الكمال الإنساني في محبته للعطاء، إذ كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يعطي عطاءاً مَن لا يحسب حسابًا أبداً للفقر ولا يخشاه، حيث يمتلك ثقة كبيرة بعظيم فضل الله عز وجل، وإيمانًا بأنَه الله عز وجل هو من يرزق وهو ذو الفضل العظيم.

حيث أن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم لم يُسئل من أحد إلا أعطاه، وهو ما روي عن موسى بن أنسٍ، عن أبيه، قال: “ما سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام شيئًا إلَّا أعطاه، قال: فجاءه رجلٌ فأعطاه غنمًا بين جبلين، فرجع إلى قومه، فقال: يا قوم أسلموا، فإنَّ محمَّدًا يعطي عطاءً لا يخشى الفاقة”.

النبي المعطاء:

لقد كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يحب العطاء ومن شدة حبه للعطاء ورد عنه أنه قال في معنى الحديث أنه لو أمتلك جبل مثل جبل أحد كله ذهب لقام بإعطاءه وهو ما قاله أبو هريرة رضي الله عنه: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو كان لي مثل أحدٍ ذهبًا ما يسرُّني أن لا يمرَّ عليَّ ثلاثٌ، وعندي منه شيءٌ إلَّا شيءٌ أرصدُهُ لدينٍ”.
إنَّ الرَّسول المعطاء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، يقدِّم بذلك النَّموذج الأفضل والشخص المثالي للقدوة الحسنة، لقد كانت سعادة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومسرَّته وفرحته عظيمتين وذلك عندما كان يبذل كلَّ ما كان عنده مِن مال ويعطيه ويتصدق به.

النبي محمد يحث على العطاء:

لقد كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يربِّي الصحابة الكرام والمسلمين بقوله أو بأعماله على خُلُق محبة العطاء والصدقة وصفة الكرم، إذ كان سيدنا محمد يريهم مِن نفسه جمال العطاء، فعن جبير بن مطعمٍ، أنَّه رضي الله عنه بينما هو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان معه النَّاس، حين كان مقبلًا مِن حُنينٍ، فإن أن الأعراب يعلقون برسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث كانوا يسألونه حتى اضطرا النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم إلى سَمُرَةٍ، فَخطِفتْ رداء النبي محمد، فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: “أعطوني ردائي، فلو كان عدد هذه العِضَاهِ نَعَمًا، لقسمته بينكم، ثمَّ لا تجدوني بخيلًا، ولا كذوبًا، ولا جبانًا”.

 وقد أهدت إمرأة إلى النَّبيِّ الكريم محمد عليه الصَّلاة والسَّلام شملةً منسوجة (“كِساء من صوف أو شعر يُتَغَطَّى به ويُتَلَفَّف به”)، فقالت: “يا رسول الله، أكسوك هذه، فأخذها النَّبيُّ عليه الصَّلاة والسَّلام محتاجًا إليها، فلبسها، فرآها عليه رجل مِن الصَّحابة، فقال: يا رسول الله، ما أحسن هذه! فاكْسُنِيها، فقال: «نعم»، فلمَّا قام النَّبيُّ عليه الصَّلاة والسَّلام لامه أصحابه، فقالوا: ما أحسنت حين رأيت النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم أخذها محتاجًا إليها، ثمَّ سألته إيَّاها، وقد عرفت أنَّه لا يُسْأَل شيئًا فيمنعه، فقال: رجوت بركتها حين لبسها النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم لعلِّي أكفَّن فيها”.  

وكان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يُؤْثِـر على نفسه، فكان نبينا الكريم يعطي العطاء، حيث كان يمضي على النبي مدة الشَّهر وأيضاً الشَّهرين ولا يُوقَد في بيت سيدنا محمد ناراً.

الكرم في محله:

حيث كان كرم النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم كرمًا في محلِّه، حيث كان يقوم بإنفاق المال لله عز وجل وبالله أيضاً، ويكون ذلك الإنفاق إمَّا لفقير، أو يكون لصاحب حاجة، أو في سبيل الله عز وجل، أو يكون تأليفاً على الإسلام، أو أنه يكون تشريعًا للأمَّة، أو يكون غير ذلك.

  فما أعظم كرم سيدنا محمد وما أعظم جوده وما أعظم سخاء نفسه صلى الله عليه وسلم، وما كانت تلك الصِّفة المحمودة إلَّا جزءٌ يتجزأ مِن الصِّفات التي كان يتأصل ويتصف بها حبيبنا المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فلا يوجد أبلغ وصف للنبي محمد ممَّا وصفه القرآن الكريم له وذلك بقول الله عز وجل: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم:4].


شارك المقالة: